بقلم: محمد الروحلي
"الرجاء تواجه خصوما من داخله قبل أن يواجه منافسيه، وهناك جهات تنتمي للنادي، هدفها زرع العديد من الحروب خدمة لمصالحها الشخصية، دون التفكير في مصلحة الفريق". التصريح للمدرب الإسباني للرجاء خوان كارلوس غاريدو، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت مواجهة شباب ريف الحسيمة والتي انتهت بالتعادل السلبي.
عبّر غاريدو بالمناسبة عن جام غضبه من وضعية الفريق الأخضر، واصفا ما يحدث داخل الرجاء بـ "الحرب" وأن قيادة الفريق تعيش حروبا داخلية، موضحا أن تعاقده مع الرجاء كان بهدف تحقيق نتائج إيجابية والعودة إلى الألقاب، إلا أن الظروف تصعب المأمورية عليه.
سبق لغاريدو أن انتقد أيضا مسألة الإضراب عن التداريب، والتي لجأ إليها اللاعبون بداية هذا الموسم، وقال إنه يتفهم الموقف لكن هناك في نظره وسائل أخرى يمكن اللجوء إليها، مثل حمل الشارات أو تكليف محام، لكن الامتناع عن خوض الحصص التدريبية سلوك يبقى مرفوضا تماما.
هذا الخروج الإعلامي، والذي سيكون له بدون أدنى شك صدى بالجارة إسبانيا، كما يمكن أن تتناقله وسائل إعلام أوروبية وعربية وحتى إفريقية، جاء كغيض من فيض، وكثيرا ما نبهنا إلى ضرورة ترك مسافة بين صراع المناصب داخل الرجاء، وبين اللاعبين والطاقم التقني وحتى الجمهور.
هذا التدويل مع سبق الإصرار والترصد الذي لجأت إليه المعارضة، الهدف منه خلط الأوراق والعمل على اتساع رقعة المشاكل، قصد دفع الرئيس الحالي سعيد حسبان إلى المغادرة، ومن ثم فسح المجال أمام الحرس القديم للعودة في التحكم في مقاليد التسيير داخل فريق، لازال يعاني من تبعات سوء التسيير والفوضى والتسيب التي عاشها النادي تحت قيادة محمد بودريقة ومن معه.
هذه الحقيقة يعرفها الجميع، وتوصل إليها أخيرا غاريدو الذي قال إنه ومنذ قدومه إلى "البيت الرجاوي" وهو يحاول تفادي هذه المعيقات، والتركيز على العمل باحترافية وتضحية، لكنه تعب من استمرارية هذا المسلسل، معلقا بقوله "يجب إيجاد حلول سريعة تنهي هذه الأزمة".
للأسف هذا هو الواقع المحيط بالرجاء، هذا النادي العريق الذي يعيش كرهينة لأطماع فئة قليلة، جعلت من الفريق ملكية خاصة، أو محمية أو كما يقول الشاعر المرحوم نزار قباني "كل من يدنو من سور حديقتها مفقود…".
فمن يحمي الرجاء إذن من عبث العابثين؟ ومن عليه التدخل لوضع حد لكل التخريب الممارس داخل الفريق الذي يحب الرجاويون وصفه بالعالمي؟ من هي الجهة المخول لها التدخل لحماية القلعة الخضراء من عملية الهدم التي تتعرض لها ليل نهار.
فمن يتدخل إذن …؟