بقلم - محمد زايد
نتائج الديربي تُغطّي دائما على المستوى التقني لهذه المباريات، رغم كونها أكثر مواجهة يُتابعها المشاهد الأجنبي بما فيهم العربي بالخصوص، و الذي يبني عبرها قناعات و آراء تخص مستوى الدوري المحلي، و لا أعتقد أن بهذا المستوى، سيعطي منافستنا قيمة كُبرى، إذا علمنا طبعاً أن مقصِدنا بالمشاهد الأجنبي، كل الفاعلين الكُرويين، انطلاقا من المسؤول وصولا للمتابع العادي.
كانت الاحتفاليات الجماهيرية تغطي على المستوى التقني و تجذب عددا لا يستهان به من المهتمين، قبل أن يتم قمعها و صدّها بقرارات سابقة، جعلت "ديربي كازا" شبيها بمباريات دوريات رمضان، أفبهذا المستوى نُسوّق لمنتوجنا المحلي؟
كل من تابع مباراة الرجاء والوداد الرياضيين و التي انتهت قبل قليل بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، سيلحظ الأداء التقني الهزيل من الجانبين، بل حتى هدفا اللقاء سجلهما مدافعان و عن طريق خطأين دفاعيين يشترك فيهما الخط الخلفي للفريقين معا و حارسا المرمى، بوعميرة والعروبي، دون عرض كروي يليق بسمعة الكرة الوطنية.
نتحسر أكثر من مرة على احتراف لاعبينا بالدوريات العربية في أفضل الأحوال، و نتساءل مجددا عن سبب عدم حملهم لقمصان فرق أوروبية، بل حتى و إن استطاعوا ذلك، لا تجدهم يشاركون رفقة أنديتهم بانتظام، و يكون غالبا مصيرهم كراسي الاحتياط، فأين الخلل؟
أستغرب فعلا لما قاله مدربا الفريقين بعد اللقاء، حين أكد كل منهما لعبه لمباراة جيدة تقنيا، بل و حديثة، و أن النتيجة لم تكن منصفة لهما، بحكم أنهما معا بحثا عن الانتصار، و هنا قد أُعقب متواضعا قائلا:
"قد يكون هدفكما فعلا تحقيق نتيجة الفوز و هذا من حقكما باختلاف الطريقة، لكن لا تُغلطوا المتابع المحلي و تتحدثوا عن أداءٍ رفيع المستوى، و ما شاهدناه في المباراة يؤكد ذلك، إذ لم يتجاوز أخطاء فردية و جماعية هنا و هناك، و السعي لاستغلالها، و الفشل حتى في هذا الاستغلال، فعن أي مستوى تتحدثون سيدي؟"
نأمل أن يرقى مستوى مبارياتنا أكثر، خاصة واجهتنا عند الآخر، و المتمثلة في لقاء الديربي، فرُقيُّها من رُقِي كرتنا المحلية، و إشعاعها خارجيا أكثر، و دُنوها سيزيد من استصغار لاعبنا الذي قد يصبح أقصى طموحه اللّعب لبني ياس الإماراتي و الخور القطري، بما أن أبرزهم احترف في الهلال السعودي و الأهلي المصري و لم يسلم من ألسُن الانتقادات و حتى الاتهامات للأسف البالغ.