بقلم - منصف عدي
لطالما وجهت أصابع الإتهام للجماهير، بعد كل مرة تشهد فيها المدرجات أحداث شغب، إذ تتصدر عبارات "المشاغبون"، "الأولتراس تسبب فوضى"..أنصار هذا الفريق يتسسبون في خسائر مادية..."، الصفحات الأولى و واجهات العديد من المنابر الإعلامية بمختلف ألوانها.
كل هذا يجعل الرأي العام يوجه نظره إلى الأنصار بعد كل حدث مرتبط بـ"شغب الملاعب الوطنية"، و يتعامى في كثير من المرات عن أطراف أخرى، أشعلت الفتيل أكثر من مرة.
و تختلف الآراء حول الأسباب الرئيسية، و الحلول العاجلة لإيقاف هذا النزيف الذي يقتل يوما بعد يوم، كرة القدم في المملكة، سيما و صور العنف أثمرت عزوفا جماهيريا ملحوظا في مختلف الملاعب الوطنية.
و في الوقت الذي نبسط فيه الأمور بإتهام الجماهير فقط، لن نساهم بتاتا في إيقاف هذا المشكل، إذ نتغاضى أحيانا عن أطراف أخرى، كسوء التنظيم و بعض القرارات و الأحكام، التي "تزيد الطين بلة".
ولكي نعطي لكل ذي حق حقه، فالجماهير تسببت مرات عديدة في بعض الأحداث التي شهدتها المستديرة الوطنية، إلا أنها في بعض الأحيان كانت ضحية لسوء تدبير أو تدخل في مكان و زمان غير مناسبين.
لقد ساهم هؤلاء في وصول الكرة المغربية لأبعد النقاط في العالم، خاصة ما تنتجه مباراة الديربي البيضاوي جماهيريا، و اللوحات الفنية و الأجواء الاحتفالية التي تشهدها مدرجات ملعب محمد الخامس، و لاننسى كذلك الجماهير الطنجوية و الرباطية و غيرها من الإبداعات التي تجاوزت حدود المملكة.
يجب على الجهات المسؤولة دراسة الأمور بعناية، و إيجاد حلول تهم جميع الأطراف، دون التركيز فقط على هفوات الانصار، فهناك أيضا هفوات لجهات اخرى، وُجب التعامل معها بذات الحزم.