بقلم - الحسين بوهروال
يوجد ملعب الحارثي لكرة القدم في مكان يسمى جنان الحارثي خارج الأسوار بين الحي الشتوي وحي جيليز ولذلك قدمنا له بالحدائق والعراصي والجنانات المراكشية مع اغفال الحديث عن الرياضات (RIADS) لانها أصبحت اليوم تؤدي مهام أخرى.
ملعب الحارثي التاريخي يوجد اذن بجنان الحارثي المترامي الأطراف وقد إحتضن الكثير من التظاهرات الرياضية والثقافية والسياسية الوطنية والعربية والقارية والدولية.
لعب على أرض هذا الملعب، المراكشي المولد والفرنسي الجنسية JUSTE FONTAINE هداف كأس العالم لسنة 1958 في السويد بثلاثة عشر هدفًا وهو رقم قياسي لم يبلغه أي لاعب حتى اليوم في نهائيات كأس العالم، وظل فونتين يتردد بانتظام على مراكش مسقط رأسه شأنه في ذلك شأن مجموعة من الفرنسيين الشرفاء مواليد مراكش ومحبي المغرب الذين يفضلون قضاء ما بقي من حياتهم بالمدينة الحمراء الساحرة .
احتضن الملعب البطولة العربية للأندية البطلة سنة 1989 بمشاركة الكوكب المراكشي والوداد الرياضي انهزم خلالها الكوكب ب 4 أهداف مقابل هدف واحد أمام الهلال وأطلق بعض الظرفاء المراكشيين المعروفين بالنكثة وخفة الروح على الخسارة بهزيمة "LE MATRICULE"أي الرقم الجديد لتسجيل السيارات لمدينة مراكش آنذاك 1-4-Xxxx وكانت هذه المشاركة الكوكبية في هذه الكأس النقطة التي أفاضت الكأس ودفعت رئيس المكتب المديري الحاج محمد المديوري إلى إعادة النظر في هيكلة الفريق برمته وتغيير LE MATRICULE،أما فريق الوداد الرياضي فقد فاز بالبطولة عن جدارة واستحقاق بانتصاره على الهلال السعودي بتلاثة أهداف لواحد .
وجرت بملعب الحارثي كذلك المباراة التي نظمت سنة 1959 لدعم الشعب الجزائري من أجل نيل استقلاله بين الكوكب المراكشي وفريق جبهة التحرير الوطني الجزائرية "FLNA" حيث تولى الحكم المرحوم بوبكر.بنشقرون قيادة المباراة بينما منحت شارة العمادة للاعب حسن بن إبراهيم في مقابل بن تيفور عميد الفريق الجزائري وانتهت المباراة بخمسة أهداف مقابل هدف واحد لفائدة ألجزائر.
كما دارت بنفس الملعب المباراة المؤهلة للألعاب الأولمبية بين المغرب ومالي عام 1988 التي فازت بها مالي. أما المباراة النهائية إياب لنيل أول كأس للاتحاد الإفريقي لكرة القدم بين الكوكب الرياضي المراكشي ونجم الساحل التونسي والتي فاز بها الكوكب سنة 1996 بعد انتصاره على الفريق التونسي بتلاثة أهداف مقابل صفر من تسجيل كل من هشام الدميعي ومحمد العمراني بعدما انتهت مباراة الذهاب في تونس بـ3 مقابل هدف واحد لصالح النجم ،سجل هدف الكوكب اللاعب عبد العزيز الزبدي وقد عرفت المباراة إقبالًا جماهيريًا غير مسبوق أشر لنهظة كوكبية عارمة همت باقي الأنواع الرياضية بالمدينة العالمية.
ومن جهة أخرى احتضن الملعب الحفل الكبير الذي أقامه الكوكب المراكشي بمناسبة فوزه ببطولة المغرب للمرة الثانية سنة 1992بعد 34سنة من فوزه بأول بطولة له سنة 1958.
ومن جهة اخرى شهدت أرضية ملعب الحارثي هذا حفل افتتاح بطولة العالم المدرسية للعدو الريفي سنة 2000 التي فاز بها المغرب ذكورا واناثا بمشاركة دول من مختلف القارات.
وقد أرخ ملعب الحارثي للمباراةالنهائية لنيل كأس العرش التي دارت بين الاولمبيك والرجاء البيضاويين برئاسة جلالة الملك الحسن الثاني تغمذه الله برحمته الواسعة الذي سلم الكأس الفضية لعميد الاولمبيك بعد فوزه على الرجاء بهدف لصفر.وكان ذلك برسم الموسم الرياضي 1991-1992.
أما مباريات الكأس والبطولة بين الكوكب وباقي الفرق المغربية صاحبة الإنجازات والتاريخ الرياضي المجيد فحدث ولا حرج كالجيش الملكي ،المولودية الوجدية ،الوداد الرياضي، الرجاء الرياضي، حسنية أكادير ،المغرب الفاسي ،النادي المكناسي ،النادي القنيطري ،الفتح الرباطي وشباب المحمدية.
ومن جهتها نالت المولودية المراكشية حظها الوافر من الإبداع والتألق على أرضية هذا الملعب الأسطوري دون إغفال فريق نجم مراكش الذي كان له دوره في تنشيط كرة القدم المراكشية.
ملعب الحارثي كان الرئة التي تتنفس بها كرة القدم المراكشية منذ بنائه بالإضافة إلى ملعب 20 غشت الذي كان يسمى ملعب قشيش وملعب المشور ،ملعب دوار العسكر ،ملعب (لاصام)