بقلم : توفيق الصنهاجي
انتصر الوداد الرياضي اليوم، ولا أخفيكم سرا أنني كنت أتوقع ذلك، لا لشيء سوى أنه لا توجد قاعدة أو منطق في لغة كرة القدم، يقضيان بفوز يوسفية برشيد، فقط لأنه قدم عرضا جيدا أمام الرجاء وبميدان الأخير ثلاثة أيام قبل ذلك...لو فاز اليوم أولاد حريز، وانضاف فوزهم لعرضهم الأحد الماضي، لتساءلت حينها، كيف لهذا الفريق ألا يكون في الصف الأول وبفارق مهم من النقط عن الآخرين...اللياقة البدنية، والعامل الذهني شيئان مهمان في عالم كرة القدم، وأظن بأن فوزي البنزرتي، ومناف نابي يدركان هذين الأمرين جيدا، ولعلهما من أهم عوامل فوز الوداد الرياضي في مباراة اليوم وفي المباريات السابقة، ولعلهما أيضا ما جعلا بطبيعة الحال، وداد الأمة، وليس أي فريق آخر، متصدرا حاليا وبفارق مهم من النقط عن المطاردين...طبعا، لا يمكن أن يكون العاملين الوحيدين لهذا التفوق...هناك عوامل أخرى، متعلقة بقيمة اللاعبين الذين يزخر بهم الفريق، وأدائهم داخل رقعة الميدان...
لم أتابع سوى الشوط الأول من مباراة اليوم، لكوني كنت ملزما بتدريس قسم في الرابعة عصرا، لكن ما شاهدته خلال تلك الجولة كان إيقاعا مرتفعا من كلا الجانبين، مع ندرة في فرص التسجيل السانحة، بحكم التنظيم الدفاعي المحكم من كلا الجانبين....
لاحظت عودة الوداد الرياضي في اعتقادي إلى التشكيلة الأساسية الممكن الاعتماد عليها في بقية منافسات هذا الموسم، بوجود كل من الظهير الأيسر محمد الناهيري، والذي بالمناسبة سجل هدف الفوز للوداد الرياضي، وكان المنقذ مرة أخرى، من التعادل هاته المرة، ودخول ويليام جيبور كرأس حربة أساسي، ولو أنه من تابع الشوط الثاني ممن التقيت بهم، زكوا الطرح الذي ذهبت فيه خلال المباراة السابقة، وهو ضرورة منح فرص أكبر لغابريال أوكيشيكو...
لاحظنا أيضا، عودة البنزرتي، إلى الاعتماد على ثنائية متخصصة على مستوى الارتكاز، في شخص كل من العميد إبراهيم النقاش، ويحيي جبران، في انتظار عودة صلاح الدين السعيدي من الإصابة...ما تابعته خلال الشوط الأول، لم يقنعني كثيرا على مستوى وسط الوداد...يجب إصلاح بعض الهفوات هنا، ولا أقول، بأنه لا يجب الاعتماد على هاته التشكيلة...مقتنع أيضا، بأن الوداد بمن حضر، ومن حمل قميص الأحمر والأبيض عليه تبليله وعدم رده للمدرب...
الانتصار الرابع على التوالي للوداد الرياضي، والثالث على التوالي في مرحلة الإياب، هو في غاية الأهمية، لأنه يؤكد بالملموس أن الهدف واحد عند كل مكونات وداد الأمة، وهو اعتلاء منصة التتويج للمرة العشرين تاريخيا...
قد يقول البعض، الوداد الرياضي هو الفريق الوحيد الذي يملك شخصية البطل هذا العام، أرد هنا بالقول، ليست المرة الأولى يا سادة، وليس هذا العام فقط، ففي كل سنة من السنوات الخمس الأخيرة، كان الوداد الرياضي بثوب البطل طيلة مسار البطولة، وإلى غاية آخر اللحظات في المرتين اللتين لم ينل فيهما اللقب...الوداد خلق للعب على الألقاب بل وللظفر بها، بدليل 19 لقب على مستوى البطولة، بالإضافة إلى 25 لقب آخر بين الوطني والخارجي...