بقلم :الحسين بوهروال
لسنا في حاجة إلى التذكير بأن الرياضة لا تعترف في كثير من الأوقات بدوام النجومية أو الرتب والالقاب ، إنها إنجازات وليدة اللحظة التي تنجز فيها بعد معاناة لتتحول بسرعة الى عمل ميداني تم تحقيقه يتولى المتخصصون النزهاء من المؤرخين والشرفاء من الإعلاميين تدوينه وتوثيقة لتستفيد منه الأجيال المتعاقبة . التاريخ لا يعير أدنى اهتمام لتهاليل من يسمون أنفسهم معلقين ، والتعليق الحر بريئ منهم ، هؤلاء الذين تعودوا على تحويل السراب الى ما يشبه ماء والأوهام الى وقائع افتراضية ، إنهم يخدعون بعض الجماهير الساذجة بقولهم إن فرقهم قادرة على تحقيق المعجزات وحصد الأخضر واليابس في كل وقت وحين دون اعتبار للمنافسين الذين لا يقلون عنهم كفاءة وإبداعا ومؤهلات تفاجئ الجميع بما في ذلك أهل الميدان والتخصص وحتى قراء الفنجان المعاصرين وسائر المراهنين المحترفين ،ناسين أن الرياح قد تجري بما لا تشتهي سفن الكذابين .
لقد حان الوقت للقطع مع هذه الممارسات الخادشة والمشينة والمهددة سواء تعلق الأمر بمحتكري الأبواق المحرضين أو الفاعلين في الميدان أو مشغليهم المتوارين ؟ إن فرض الانضباط والحرص على تفعيل القوانين الرادعة يبقى من أنجع الوسائل المستعجلة اللازمة لتطوير كرة القدم الوطنية ما دامت عمليات التخليق التجميلية المتكررة لم تجدي حتى الآن نفعا . اليس من المفيد إحداث شرطة للملاعب الرياضية بكل الإختصاصات والإمكانيات على غرار الشرطة السياحية ؟ هل من الضروري التذكير بأن الرياضة قبل ان تكون ممارسة ومناصب للشغل فهي أخلاق ، سلوك ، والتزام ، بل ترقى الى ما هو اكثر من ذلك ؟ اليس الوطن أغلى ما في الوجود وأبقى وأحق بكل الحقوق ؟