بقلم: منعم بلمقدم
بمكر وخبث كبيرين يسعى جياني الطالياني رئيس الفيفا تمهيد الطريق أمام العم سام ليحظى بشرف تنظيم المونديال الثوري 2026، مستندًا لمعيار الذئب حلال والذئب حرام المتجلية في وضع رقبة بلدان بجلالة قدرها وأحلام أمة بأكملها بين أيدي خمسة أفراد سادسهم شيطانهم.
بدعة لجنة التقييم التي إهتدت إليها الفيفا هي باطل أريد به باطل، ومن غير المعقول تصور أن رهانات عملاقة من قبيل تنظيم المونديال الحدث الكروي الكوني الأبرز يوضع مصيره بأيدي كمشة من المسيرين والمسؤولين داخل الفيفا، في وقت كان إنبعاث فيفا إينفانتينو كما إدعى وروج على أنقاض فساد وجبروت حقبة بلاتير، ولنا أن نتذكر ما قاله جياني في دولة البحرين وهو يزف للعالم بشارة تقرير مصير احتضان المونديال من طرف كل بلدان الأرض وعددها 211 بلدًا فيما وصف لحظتها بدمقرطة التنظيم ليأتي اليوم ويهوي على رؤوسنا جميعا بمطرقة اللجنة إياها.
قلت من غير المعقول تصور أن تجرد الفيفا المتجددة كونغرس كان قوامه 24 فردًا كانوا يمثلون المكتب التنفيذي للجهاز بكل الفساد والطغيان والإثراء من دون سبب الذي ميز فترتهم، من حق منحهم شرف التنظيم لبلد على حساب الآخر ويتم اختزال العدد اليوم في 5 أعضاء لا هم بأعضاء في المكتب التنفيذي ولا هم يحزنون.
ولو نحن سايرنا طرح الرسالة التي أبلغتنا بها الفيفا ومضمون الصلاحيات الواسعة المثيرة لكل أصناف الدهشة والذهول المخولة لهذه اللجنة، فإن الوضع لا يستقيم مع نظافة اليد التي يرعاها إينفانتينو ويجاهر بها.
إن من شأن تمتيع هذه اللجنة اليوم ومستقبلا بحق إقصاء ملفات بلدان قبل مرورها لفاصل التصويت، أن يشجع ويحرض على فساد أكبر من ذلك الذي ميز حقبة جاك وارنر وباقي زبانية الفيفا على عهد بلاتير.
سيصبح الأعضاء الخمسة الممثلون لهذه اللجنة مطمع البلدان التي تروم التنظيم وتسعى خلفه وسيكبر هامش الرشوى والعمولات، وسنصبح إزاء دناصير مالكين لمصير بلدان وأمم وحتى قارات كما ستصبح لعبة من تحت الطاولة سيدة الموقف بغض النظر عن أي احترام لمعيار من معايير التنقيط المعتمدة.
إن أساس تنظيم المونديال كما جاءت به كأس جول ريمي وهي تطوف مختلف البلدان منذ نحو قرن على تأسيسها هو التنمية، ومنح كافة بلدان الأرض الطموحة والتي لها إرادة و رغبة في تعزيز منشآتها ولم يكن أبدا منحها للقوى العظمى الجبارة في الأرض، وإلا لما خرج التنظيم عن أمريكا نفسها وبريطانيا ثم ألمانيا.
التنمية هته هي من خولت الأوروغواي تطوير بنياتها، وهي نفسها من وضعت إسبانيا على الخط المستقيم للتطور والتنمية منذ نحو 30 سنة و هي التي اختبرت قوة جنوب إفريقيا كوافد جديد و غريب على معترك التنظيم وجعلتها تنجح.
هي نفسها التنمية التي تشفع للمغرب أن ينال الإنصاف الذي يستحقه في خامس محاولة له، وعلى الفيفا أن تدرك أنه لم يسبق في تاريخها وأن تقدم بلد ما في 5 مناسبات بإبداء رغبته في التنظيم إلا إذا كانت له إرادة كبيرة وعزم أكبر في الإنخراط في مشروع تطوير الكرة على مستوى العالم وإرواء كل الشغف الذي يخالجه.
سنرحب بلجنة التقييم كما جرت عادة الكرة المغربي، سنتيح أمامها هامشا من المناورة باسم الصلاحيات المخولة لها، لكننا لن نرضى ولن نقبل أن يقوض حلمنا الكبير بمنتهى السهولة بجرة قلم من بوبان ومن معه.
مطلبنا كمغاربة هو أن نجرب حظنا في التصويت ولو خسرنا سنخسر بشرف لا أن يمارس علينا جياني حجرًا باسم هذه اللجنة ويغتال فينا هذا الحلم.