بقلم : عمرعاقيل
دﺍﺧﻞ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﺑﻮﺻﻠﺘﻬﺎ الصحيحة ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺠﺎه اﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺴﻠﻜﻪ ﺣﻴﻦ ﺗﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﻃﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻭﺍﻷﻫﻢ، ﻭﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﻓﺦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻭﺇﻫﻤﺎﻝ ﺍﻷﻫﻢ، ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﺍﻟﺨﻄﻂ ﺳﻨﺠﺪ ﺃﻥ ﺟﻞ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﻭﺍﻟﺪﻋﻢ ﻭﺍﻟﻮﻗﺖ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻮﺭ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ، ﺑﻞ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺿﻤﻦ ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ ﻳﻘﺎﺱ ﻧﺠﺎﺡ ﻛﺮﺗﻨﺎ ﺑﺘﺤﻘﻘﻬﺎ.
ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻮﻫﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺸﺘﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ ﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﻣﻬﻨﺪﺳﻲ ﺍﻟﺨﻄﻂ ﻭﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﺩﺍﺧﻞ ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﺪﺭﺑﻲ ﺍﻟﻔﺮﻕ، ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻞ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻭﻣﻜﺎﻧﺎ ﻣﺨﺼﺼﺎ ﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﻭﺗﺪﺭﻳﺐ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻣﺪﺭﺑﻴﻦ ﺑﻐﻴﺔ ﺻﻨﺎﻋﺘﻬﻢ ﻛﻤﺪﺭﺑﻴﻦ، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﺘﺘﺒﻊ ﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻳﺘﺴﺎﺀﻝ : ﻫﻞ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻬﺬﺍ؟ ﻭﻫﻞ ﺗﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﺑﺂﻣﺎﻝ ﻭﺗﻄﻠﻌﺎﺕ ﻭﻃﻤﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﻭﺟﻤﻬﻮﺭﻩ، ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺚ.
ﻫﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﺴﺨﺮ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻓﺮﻳﻘﻪ، ﻭﻳﺮﺳﺦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻭﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭ ﻟﻔﺮﻳﻘﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﻻﻋﺒﻴﻪ ﺑﺘﻜﺮﺍﺭ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﺭﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻪ ﺍﻟﻴﺎﺋﺴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ ﻟﺼﻨﺎﻋﺔ ﻣﺪﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺳﺎﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ؟ ﺃﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﻫﻢ ﻭﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻭﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﻫﻮ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺄﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻭﺗﺄﻫﻠﻴﻬﻢ ﻟﺘﻘﺪﻳﻢ ﻣﺪﺭﺑﻴﻦ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻧﻮﺍﺓ فريق ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﺧﻄﺔ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻣﺪﺭﻭﺳﺔ، ﻭﺑﻌﻤﻞ ﺗﻜﺎﻣﻠﻲ ﻭﻣﺴﺘﻤﺮ؟
ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﻭﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﺮﺿﻊ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻭﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻭﺍﻹﻧﻜﺴﺎﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺣﻘﻞ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻟﻤﺪﺭﺑﻴﻦ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺃﺳﻤﺎﺀﻫﻢ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ تنفع كفاءتهم ولا خبرتهم في اﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﻭﺗﺄﺳﻴﺲ ﻓﺮﻳﻖ ﺑﻼﻋﺒﻴﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻄﺎﻟﺒﻬﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﺍﻷﻭﻝ.
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﺢ ﺍﻟﻨﺎﺩﻱ ﺍﻟﺼﻼﺣﻴﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻤﺪﺭﺏ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺃﻧﺪﻳﺘﻨﺎ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﻣﺪﺭﺑﻴﻦ ﺗﺘﻢ ﻣﺠﺎﻣﻠﺘﻬﻢ ﻭﺗﻌﻴﻴﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻤﻠﻜﻮﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺃﻭ اﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ، وﻻ ﻣﺤﻄﺔ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﻟﻤﺪﺭﺑﻴﻦ ﻣﺒﺘﺪﺋﻴﻦ، وﺍﻟﻤﻀﺤﻚ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﺃﻓﻠﺤﻨﺎ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻓﺮﻕ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻭالتفريط في المنافسة على اﻷلقاب ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻻ ﺧﺮﺟﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﺑﻤﺪﺭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺧﺴﺮﺗﻪ ﺍﻷﻧﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻬﻢ ﻟﺼﻨﺎعة مستقبل فرق قوية