بقلم - حسن البصري
قبل القمة الكروية الحمراء بين الأهلي المصري والوداد المغربي، كشفت مجموعة من الشخصيات السياسية والثقافية في أرض الكنانة عن دعمها لنادي القرن، وكتب وزراء مصريون تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي تساند ممثل الكرة المصرية في موقعة برج العرب بضواحي الإسكندرية، بينما سكت وزراؤنا عن الكلام المباح بسبب هول الزلزال السياسي الذي ضرب المملكة الشريفة.
كشف الدكتور عمرو الجارحي، وزير المال المصري عن عقيدته الكروية، وقال إنه مشجّع يساند النادي الأهلي، واصفا نجوم الرياضة بالقوة الناعمة.
أما خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة المصري، وهو عاشق للزمالك، فلم يتردد في البوح بالانتماء الكروي لرئيس الوزراء شريف إسماعيل، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة "أهلاوي جامد"، وأنهما يشاهدان مباريات كرة القدم أحيانا معا.
نادرا ما يعرف المصريون الانتماءات الحزبية لوزرائهم لكنهم يعرفون تفاصيل انتماءاتهم الرياضية، يصنفونهم بعشقهم للأهلي والزمالك والإسماعيلي، لذا أخرجت مباراة الأهلي والوداد وزراء مصريين من مكاتبهم ليعلنوا الانتماء لنادي القرن، بينما لا أحد من وزراء العثماني أعلن عن مساندته الوداد، وحيد القرن، ولو بتدوينة وذلك أضعف الإيمان.
أغلب الوزراء المغاربة لا يرتدون "الشورط" إلا في الحمام، ولا يقومون بالركض الخفيف إلا حين يقترب موسم الاستوزار، وما أن يتأبطوا حقائبهم الوزارية حتى يصرفوا النظر عن ملاعب كانت بالأمس القريب فضاء لحملاتهم الانتخابية.
لا يقصد الوزراء ملاعبنا إلا في مهام رسمية، وعلى امتداد دقائق المباريات يستعجلون الرحيل، وينتابهم ضيق التنفس وعسر الاختناق، خاصة حين تنبعث من المدرجات موشحات مسيلة للدموع، "ملكنا واحد والباقي شفارة وعلينا عكارة".
نلتمس العذر للوزراء المغاربة فالصدمة كانت قوية، وخروجهم إلى الشارع مخاطرة، أما الذهاب إلى الملعب فيحتاج إلى تأمين على الحياة، وحين يتعلق الأمر بوزيرة فإن القضية تتعدى الحاجة إلى بوديغارد بل تتطلب وجود محرم إلى جانبها.
سقط لحسن السكوري وزير الرياضة السابق في امتحان المسؤولية، رغم أنه كان مجرد عابر سبيل في وزارة داخلها مفقود وخارجها مولود، وسقط الوزير الرجاوي محمد حصاد وهو يستعد لنشر لائحة المدرسين المتخاذلين، وهو ما دفع كثير من الرجاويين إلى دعوته لرئاسة الفريق الأحوج في الظرفية الراهنة لرئيس يملك "سيفي" محشو بالسلطة.
لا يتردد الحسين الوردي في الكشف عن نزعته الكروية، حين يعلن عشقه لفتح الناضور، فوزير الصحة السابق كان مدافعا لا يشق له غبار، قبل أن يختار الدراسة ويصبح طبيبا مختصا في الطب الإستعجالي ويمنح مشاريع وزارته جرعات زائدة من "البنج" جعلها تطيل النوم ولا تستيقظ إلا بصفعات خفيفة على الوجه من قضاة جطو.
قبل أن تضربه لعنة بويا عمر، التفت الوردي إلى عشيرة الكرة، فكان آخر قراراته مجانية التلقيح ضد الحمى القلاعية، لفائدة مشجعي المنتخب المغربي الراغبين في التوجه إلى الكوت ديفوار لمساندة أسود الأطلس، مع تعيين فريق طبي لمرافقة الجماهير في رحلاتهم إلى أبيدجان، لذا سارع المناصرون إلى التلقيح قبل تعيين وزير جديد قد يلغي المجانية ويترك الأنصار عرضة لوباء محتمل.
لا أحد من الوزراء امتلك الجرأة وأعلن مساندته للمنتخب الوطني وللوداد المغربي في مباراة حاسمة، في الوقت الذي قرر فيه وزير مصري حضور مباراة برج العرب بزي الأهلي، نلتمس لهم الأعذار فهم منشغلون بتبادل عبارات المواساة في مصاب جلل، وكتابة أدعية المصائب والشدائد، فلا تدري نفس في أي وزارة تموت.