بقلم - سعيد علي
يظل تاريخ رابع نوفمبر/تشرين الثاني، من عام 2017 منقوشًا في كتاب التاريخ الرياضي المغربي، ففي هذا التاريخ استطاع الحسين عموتة، مدرب الوداد الرياضي، إعادة الاعتبار للمدرب المغربي، مؤكدًا أن الأخير قادر على تحقيق الألقاب، لو توفرت له الظروف الكاملة وحظي بثقة مسؤولي الفريق أو المنتخب، الذي يشرف على تدريبه.
المهم حققه عموتة وتوج رفقة الوداد، بدوري أبطال أفريقيا لعام 2017، وهي الثانية في تاريخ الأحمر، بعد نسخة 1992، وكانت البصمة الأجمل على نسخة هذا العام هي الفوز بها تحت إشراف مدرب مغربي، تلقى تكوينه التقني في المملكة المغربية، فألقاب دوري أبطال أفريقيا السابقة، فازت بها الفرق صحبة مدربين أجانب وواحد جزائري.
وإن الحسين عموتة، البالغ من العمر 48 عامًا، كذب كل المشككين في قدراته، واستطاع أن ينشل الوداد من دائرة الشك، ويحرز معه لقب البطولة الاحترافية برسم الموسم الماضي، ويذهب به بعيدًا في منافسات دوري أبطال أفريقيا، فصاحب هذه السطور رافق الوداد البيضاوي في رحلته إلى ليبروفيل، في مارس/أذار الماضي، لمواجهة فريق مونانا الغابوني.
وكانت تقاسيم وجه عموتة تخبرك أنه متوجس وغير مرتاح البال قبل خوض اللقاء، لأنها كانت مباراة القفل في تحديد مصير الوداد لبلوغ دور المجموعات، وبالفعل كان التحدي وحقق التأهل بفضل ضربات الترجيح "5-4"، ليواصل التحدي فيما بعد ويكذب كل التكهنات، السابقة التي كانت تتوقع إقصاء الوداد من دور المجموعات، غير أن لغة التحدي كانت الأقوى وتحقق الحلم وهزم وداد الأمة أهلي القرن وتوج بلقبه الثاني.
ويضاف هذا الإنجاز إلى اللقب القاري، الذي سبق لعموتة التتويج به كمدرب للفتح الرباطي، عام 2010، ومباشرة بعدها حمل في حقيبته وصفة "صنع في المغرب" وغادر إلى قطر التي توج خلالها بلقبين لكأس سمو الأمير رفقة فريق السد القطري، كما فاز بدوري النجوم القطري رفقة الفريق ذاته.
وإذا كان الحسين عموتة أول مدرب مغربي يتوج بلقب دوري أبطال أفريقيا، فإن عبد القادر يومير يبقى هو أول مدرب مغربي يفوز بلقب كأس الكونفدرالية الأفريقية، رفقة فريق الكوكب المراكشي، عام 1996، ومحمد فاخر هو ثاني مدرب مغربي يحرز هذه الكأس صحبة الجيش الملكي، عام 2005، والحسين عموتة هو المغربي الثالث الذي أحرزها عام 2010، صحبة الفتح الرباطي، وفي السنة الموالية أحرز الكأس نفسها فريق المغرب الفاسي تحت قيادة المغربي رشيد الطاوسي، المدرب الحالي لنهضة بركان، والأخير كان قد دشن لـ"صنع في المغرب" عام 1997، عندما توج بلقب كأس أمم أفريقيا للشبان.
صحيح أن الكرة المغربية على مستوى الأندية توجت بستة ألقاب لدوري أبطال أفريقيا وخمسة لكأس الكاف، غير أن أربعة ألقاب للكاف وواحد لدوري الأبطال لها طعم خاص، بفضل توابل المدرب المغربي الذي كان وراء هذه الإنجازات، فمبروك للحسين عموتة والوداد وهنيئًا لكل المدربين واللاعبين المغاربة بهذا التتويج الذي انبثق من مختبر "صنع في المغرب".