بقلم - يونس الخراشي
مباشرة بعد فيديوهات "الحشود" التي خرجت تعلن فرحتها بعبور المنتخب نحو ربع نهائي أمم أفريقيا 20177، انتقلت بنا كاميرات القناة الأولى، مساء الأربعاء، إلى عمق المغرب، حيث توزع "بعض المساعدات"، على أناس يؤلمك حالهم، والصورة تنقل إليك وجوها شاحبة، بأسنان غير مرتبة، أو منعدمة، وألبسة "مدبغة"، تنم عن فقر مدقع، أو حاجة كبيرة للغاية، تراها أكثر فأكثر حين ينقل أحدهم، على ظهره، ثم على ظهر دابته، "الخيشة الزرقاء"، نحو طريق لا طريق فيها، ونحو أفق بلا أفق، حيث البياض يسطو على كل شيء، ويعلم الله كم هو بياض أسود، وخادع، بما ينفسه من برد قارس، قد يكون قاتلًا، بلا رحمة، ولا شفقة، في أي وقت، وبكل صمت.
نعتذر لكل إخواننا في المغرب العميق، الذين لم يتسن لنا أن نكون معهم بشكل ينفع، فنقول لهم إننا معكم بقلوبنا، إلى أن تصبح لنا حكومة قادرة على أن تتخذ ما يلزم، فتعدل في تقسيم الثروات، وتصنع لكم طرقات حقيقية، وبيوتات حقيقية، ومدارس حقيقية، ومستوصفات حقيقية، وأسنان حقيقية، وملابس حقيقية، فتنعموا، بحق وعن حق، بما تستحقونه من عيش كريم.
ديما مغرب.. عاش المغرب..