بقلم: الحسين بوهروال
نتوج الحديث عن المسيرة المتميزة للاستاذ محمد نجيب جوهري بالتطرق الى انخراطه الملتزم بالعمل الإنساني وذلك لارتباطه على الدوام بالشرائح الإجتماعية الأكثر هشاشة انطلاقا من حي الزاوية العباسية الذي ولد فيه ، باعتبار تلك الشريحة كانت تمثل النسبة الطاغية التي كانت تعرض على المحاكم التي تحمل فيها المسؤولية سواء تعلق الأمر بمدن مراكش، قلعة السراغنة ، بني ملال ، الرباط أو مراكز واد زم ، سيدي رحال ، ايت اورير وذلك لاعتبارات تتعلق بالوعي والمستوى الثقافي والمعيشي للمعنيين . أصبح جوهري رئيسا لجمعية رياضة وصداقة - مراكش منذ تأسيسها عام 2012 واستطاع أن يجمع شمل العديد من الرجال الذين لم يكن أغلبهم يمارس او يهتم بالعمل الجمعوي وإن جمعتهم الممارسة الرياضية
الحقة التي اثمرت الصداقة البريئة بين المحامي والفنان والأستاذ والموظف والمدرب والحكم واللاعب الدولي والإعلامي وغيره بدون تمييز بين الرياضات ، تلاحموا جميعهم في نكران ذات قل نظيره من أجل فعل الخير والعمل على تكريس ثقافة الإعتراف بالجميل والوفاء وصلة الرحم وتثبيت القيم النبيلة في مجتمع متحول باستمرار . جمعية رياضة وصداقة - مراكش -كما يعلم الجميع - تمول أنشطتها الكثيرة من مساهمات منخرطيها وبدعم من رجال كرماء يثقون فيها وفي عملها وأهدافها ورجالها وفي مقدمتهم رئيسها محمد نجيب جوهري الذي لا حدود لسخائه جزاهم الله جميعا احسن الجزاء .
تغير مسار الاستاذ كما أسلفنا بمجرد لقائه بمدينة الرباط بالإعلامي الكبير ، المحامي المحنك ، والشاعر المبدع الأستاذ عبد الرفيع جواهري الذي اغمض عينيه وفتح قلبه الكبير وقصد مدينة سبعة رجال التي رحبت به وقبل ترحيبها بدوره ولم يغادرها منذ حلوله واستقراره بها عام 1973 فتجند منذ دخوله اليها وإلى اليوم للدفاع عن المظلومين ففتح له نافدة يطل منها كل يوم أربعاء كانت ترعب كثيرا من المريبين . نعم الوافد المقيم ونعم المدينة حيث طاب المقام .
انتقل اللاعب جوهري من نادي القرض الفلاحي إلى فريق اليوسفية الرباطية مضحيا بكل مكاسبه المادية والمعنوية . فريق اليوسفية كان في تلك الفترة قاب قوسين أو أدنى من الصعود إلى القسم الوطني الأول والذي كان يدربه لاعب كبير اسمه المرحوم عبد القادر البوزيدي الذي أعرفه جيدا لأنه كان يشتغل بمصلحة الرياضة الجامعية التي كنت مسؤولا عنها آنذاك .
تخلى القاضي الشاب عن الممارسة الكروية المنتظمة لاحقا إلا ماكان من المشاركة في كأس العالم للمحامين لمرتين فاز بها ألمحامون المغاربة وتسلم كأس البطل باعتباره كان يحمل شارة عميد الفريق المغربي الذي أشرف عليه المدرب المقتدر الاستاذ عبد الله بوستة ، كان ذلك بملعب الحارثي التاريخي يوم 30 أبريل 1983 ، ملعب استقبلت جماهيره ذات يوم بالحب والولاء والوفاء ملك الملوك جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه . ملعب استضاف بما يليق من البهجة والحبور والروح الرياضية المثالية من الضيوف والمباريات الرياضية الوطنية والعربية والقارية والدولية ما سيظل يشرف مدينة مراكش وأهلها الطيبين والمغاربة أجمعين ، هذا الملعب الجميل أصبح اليوم مهموما حزينا رغم تحديثه وتجميل مرافقه ورونقه وهو يحن إلى أن يعيش من جديد ولو شطرا بسيطا من تاريخه وماضيه المجيد ، ملعب ينطبق عليه قول الشاعر :
ألا ليت المجد يعود يوما # فأخبره بما فعل الزمان !
تولى محمد نجيب جوهري رئاسة الكوكب ودعم العديد من الفرق المراكشية من بينها نادي المولودية المراكشية الذي تحمل مسؤولية تنقله إلى مدينة العيون سنة 1979 برسم إحدى مباريات البطولة الوطنية . لا بد من التنويه بما قدمه نادي المولودية المراكشية للقضية الوطنية الذي أحدثه وطنيون من أجل المساهمة في نصرتها ولما ساهم به رجاله في خدمة الرياضة والأخلاق والتربية والتكوين إلى اليوم ، فهو الفريق الذي أنجب لاعبين من المستوى الرفيع من بينهم : الصديق استرحالتو ، إدريس الخضار ، محمد سليطين ، عبد الله سماط ، عبد المجيد لمريس ، سعيد معط الله ، عبد الرحمان رشدي (البيضاوي) ، مصطفى الفرقاني (بكار) وحوسى عفريت وآخرين كثر .
وفي سنة 1997 ترأس أستاذنا المكتب المسير للنادي الملكي للتنس بمراكش (RTCM) وشرع في إدخال إصلاحات هيكلية على مرافق النادي من بينها التوسعة التي ساهم فيها بعض المسؤولين الجماعيين السابقين وبعض الغيورين على رياضة التنس من بينهم طبيب متخصص من عائلة رياضية مراكشية كبيرة تكلف ببناء مسجد داخل النادي تؤدى فيه الصلاة في وقتها جزاهم الله خيرا ، وفي موسم 1998-1997 فاز النادي تحت رئاسته ببطولة المغرب فئة الغير مصنفين كانت من نصيب الموهوب طلال وهابي ، سنة تمت فيها كذلك ترقيته مهنيا إلى درجة رئيس غرفة بمحكمة الإستئناف بمراكش ،
ترأس كذلك فريق الكوكب المراكشي لكرة اليد الذي فاز تحت رئاسته بالبطولة والكأس وبذلك تكون سنة 1997 سنة العطاء والمجد مهنيا ورياضيا . ومن جهة أخرى ترأس لجنة مؤقتة لتسيير الكوكب المراكشي لكرة القدم في بداية موسم 2005 عندما انحدر الفريق الى القسم الثاني ولم يجد غير ابن من ابنائه البررة لتهييئ انطلاقة الموسم وخوض المباراة الأولى ضد الإتحاد الرياضي بالدار البيضاء قبل تشكيل مكتب مسير جديد والعودة في نهاية نفس الموسم إلى قسم الصفوة . نذكر كذلك بلعبه ضمن المنتخب الوطني لكرة القدم (فئة الفيان) إلى جانب المرحوم بكار ، السميري، فتحي ، شيشة وغيرهم وكان ذلك يوم 25 دجنبر 1971.