بقلم : الحسين بوهروال
أن تحصل على بكالوريا العلوم التجريبية عام 1966، وتتخرج الأول في فوجك "MAJOR DE PROMOTION" سنة 1968 من مدرسة تكوين اطر التربية البدنية والرياضة بعين السبع وتقضي سنتين أخريين بالمركز الوطني للتربية البدنية والرياضة بالجزائر العاصمة "CNEPS"، تخصص كرة القدم وتحصل على شهادة الإجازة في التربية اليدنية والرياضة إلى جانب ثلة من الرياضيين الأفارقة والأساتذة المغاربة بتاطير من خبراء الرياضة الشرقيين الذين كان يقام لهم ويقعد شرقا وغربا، وأن تكون مغربيًا تلعب كرة القدم في نادي الشباب الرياضي للبليدة "CRB" من القسم الوطني الاول بالجزائر "نحو 40 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الجزائرية" الذي سبقك إليه لاعب تخرج أيضا من "الكنيبس" المؤطر الكبير محيي الدين خالف المدرب الأسبق للكوكب في أجمل أيامه، أن تمارس إذن في فريق الشباب إلى جانب كبير آخر هو المدرب الوطني الجزائري السابق رابح سعدان الذي قاد الرجاء العالمي الى الفوز بكأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1989 خلال مباراة الإياب من قلب مدينة وهران الجزائرية، أن تتخرج متفوقا عام 1974 وبجانبك اساتذة متميزون من بينهم : عبدالقادر دياب "وجدة"، عمر بنوري "الرباط"، امحمد احلافي "فاس"، وعبد الله عماو "الدار البيضاء"، لا ريب في أنك كوكبي متألق ، مراكشي وديع ، ممارس بارع ومدرب نبيل وإسمك عبد الله بوستة.
ومن مركز بن عكنون بحي الأبيار بالجزائر تخرج ايضا على مدى سنوات مغاربة كثيرون من بيهم: "عبد اللطيف الشيكي "مراكش"، محمد علي أرخى "فاس"، المرحومون المحجوب رفا "الرباط"، عبد الكريم مداد (الرباط) ، وعباس فارس "فاس"، ميمون الدحماني "الدار البيضاء"، محمد العلوي المحمدي "الرباط"، عبد القادر ناجي "الرباط"، مولاي الحسن العمراني "مراكش"، الحسين بوهروال "مراكش"، محمد مزيان "الرباط"، احمد الغسال "الدار البيضاء"، لحسن دكين "الدار البيضاء"، عبد الرحمان مؤدن "الرباط"، عبد الغني فارس "الشباب والرياضة - فاس" وآخرون، محمد مزيان الذي يلقبه الرياضيون في الرباط بMÉMÉ عندما كان طالبا أستاذا بالجزائر اكتسب أهمية خاصة بالكنيبس حتى أصبح الطلبة يلقبونه ( بالمزابي ) وذلك لكونه كان يدير مشربة "BUVETTE" ودكان تعاونية المركز ويوفر للطلبة كل حاجياتهم من قهوة، شاي ، سكر، صابون وأدوات حلاقة ودفاتر واقلام وباقي المتطلبات وحتى بعض المنتوجات المغربية المطلوبة في الجزائر، بل كان يقدم السلفات المالية إلى الطلبة الأساتذة في انتظار توصلهم بالمنح، وهكذا أصبح الطالب الاستاذ المتخصص كذلك في التجارة يتوفر على حساب بريدي شخصي "COMPTE COURANT POSTAL" لا زالت به أموال مهمة حتى الآن على حسب راديو المدينة القديم وذلك لعدم تمكنه من العودة إلى الجزائر للإطلاع على مصير حسابه ورصيده أو تحريكه هههه وذلك بسبب استمرار إغلاق النظام الجزائري للحدود الجزائرية المغربية.
ومن جهة أخرى، فائن زميلنا مزيان تطوع في إحدى المرات لنقل طلبة المركز من الجزائر العاصمة إلى مدينة قسنطينة "390 كلم شرق الجزائر" على متن حافلة المركز كسائق لضمان مشاركتهم في إحدى التظاهرات الهامة لألعاب القوى .
وحتى لا يكلف المركز مصاريف مبيت الطلبة في الفندق انطلق أخونا محمد مزيان بالحافلة على الساعة 12 ليلا ليوصلهم في حفظ الله ورعايته إلى مكان التباري حوالي الساعة 8 صباحا ، هكذا هم المغاربة خارج الوطن ، رجال وأكثر . السي محمد مزيان MÉMÉ مارس كذلك الصحافة الورقية باللغة الفرنسية منذ أواسط السبعينات بجريدة (ALMAGHRIB) وبعدها (L'OPINION ) إلى اليوم ، كان لاعبا وحكما دوليا في كرة اليد بالإضافة الى امتيازه بالهدوء ورباطة الجأش النادرة كفاعل كبير في مجال كرة اليد التي يعتبر ذاكرتها بدون منازع ،أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية.
وكان عبد الله بوستة يشرف في إطار التكوين على تدريب فريق شباب شراكة لكرة القدم واعتاد العودة إلى المركز في وقت متأخر من الليل وكان زميله في الغرفة الفاسي امحمد احلافي النائب الأسبق لوزارة التربية الوطنية في كل من ورززات والمحمدية يهيئ له عشاء هو عبارة عن ساندويش يأخذه من مطعم المركز.
وكان المرحوم المحجوب رفا مؤسس الجامعة الموريثانية لكرة اليد وناشر هذه الرياضة بها ، يدرب بدوره فريقا في كرة اليد بحي الأبيار غير بعيد عن حي بن عكنون لذلك يعود إلى المركز قبل زميله عبد الله بوستة ليتوجه مباشرة إلى غرفة هذا الأخير ويستولي على السندويش، وعندما يعود السي عبد الله يبقى بدون عشاء خاصة وأن المرافق التجارية بالجزائر التي يمكن أن يتسوق منها كانت تغلق أبوابها مبكرا لأسباب معروفة عانينا منها كعامة الشعب.
وقرر المدرب عبد الله بوستة في يوم من الأيام، الانتقام لجوعه الليلي المتكرر من رفيق دربه المتربص المحجوب ونصب له كمينا محكما بتعاون مع جاره في الغرفة امحمد أحلافي الذي أضاف الى السندويش بعض المسامر وما شابه ذلك ووضعها في الوقت والمكان المعتادين . توجه رفا كعادته وأخذ السندويش وخرج من الغرفة ليتناوله بنهم كبير في الممر المظلم بين الغرف بعد إطفائه الأنوار تفاديا لجلب الأنظار اليه وشرع في ألأكل دون انتباه لشدة الجوع في فصل الشتاء وبعد حصة تدريبية متعبة ليتعالى صياحه فجأة من الألم الشديد وهرع الجميع للإستفسار والنجدة واستدعاء سيارة الإسعاف التي نقلته على عجل الى مصحة طب الفم والأسنان بمستشفى بني مسوس بحي فوجرو "FOUJREAU" القريب، ومنذ ذلك اليوم أقلع المرحوم المحجوب رفا صاحب القلب الكبير عن تصرفه بعد شيوع الخبر في أوساط طلبة المركز وإدارته وقدم اعتذاره لزملائه المغاربة بروح رياضية عالية ملتزما بعدم عودة حليمة إلى عادتها القديمة، وهكذا يصنع المغاربة الحدث في كل مكان وزمان.