بقلم - محمد الروحلي
تشير التقارير الطبية إلى أن لاعب فريق الوداد البيضاوي بديع أووك سيغيب عن الملاعب لمدة لا تقل عن شهرين، بسبب الإصابة التي تعرض لها خلال مقابلة فريقه ضد سريع وادي زم. بديع أووك نقل إلى المستشفى بعد تعرضه لإصابة خطيرة على مستوى الركبة إثر تدخل أرعن من لاعب سريع وادي زم عصام البودالي، تسبب في تلقيه للبطاقة الحمراء في آخر أنفاس الشوط الأول.
وبينت الإعادة التلفزيونية أن البودالي تعمد إلحاق الضرر بلاعب الوداد، بعد أن قصد عنوة ركبة خصمه، رغم أن الكرة كانت ملعوبة بوسط الميدان، ولا تشكل أي تهديد على مرمى حارس وادي زم.
حسب طبيب الوداد علاء رحال، فإن الفحوصات التي خضع لها أووك أظهرت أن الإصابة ليست بالخطيرة كما اعتقد الطاقم الطبي في البداية بعد معاينته مباشرة للتدخل الخشن، موضحا أن الرباط الصليبي للركبة لم يلحق به أذى، ورغم ذلك فإن الغياب لن يقل عن شهرين.
وعليه، فقد تأكد غياب بديع عن أغلب المباريات المتبقية سواء بالبطولة الوطنية الاحترافية أو عصبة الأبطال الإفريقية، خاصة المباراتين المقبلتين بدور المجموعات أمام أسيك أبيدجان الإيفواري وصنداوز الجنوب إفريقي.
والملاحظ أن أغلب مباريات الدوري المغربي هذا الموسم، تشهد نوعا من الحدة والقوة والتدخلات القوية، إلى درجة أن المتتبع يعرف جيدا أسماء لاعبين معروفين بالتدخلات الخشنة في أغلب المباريات، كما أن بعض المدربين يحثون لاعبيهم على اعتماد القوة والصلابة في طريقة اللعب، وهناك من اعترف بذلك، إلا أنهم عادوا ليلصقوا المسؤولية ببعض اللاعبين الذين يبالغون في نظرهم في التدخلات التي تؤثر على السير العام للمباريات، كما تخلق نوعا من التوتر الذي قد يخرج المباراة عن إطارها الرياضي الصرف والعادي.
يحدث هذا أمام أنظار الحكام الذين يتساهلون أحيانا أمام ما يشاهدونه بأعينهم من “مجازر” ببعض المباريات، دون أن يتخذوا العقوبة اللازمة في حق المخالفين، وكثيرا ما تحولت بعض اللقاءات إلى حلبة للمواجهة والانتقام وتبادل التدخلات الخشنة، بسبب عدم اتخاذ الحكم لقرارات زجرية تحد من حدوث انفلاتات تغير المباراة الرياضية عن مسارها.
تاريخيا، هناك لاعبون توقفت مسيرتهم الرياضية مبكرا بسبب تدخلات خشنة من طرف لاعبين ألصقت بهم صفة “جزار” الملاعب، ولعل أبرز الأسماء التي تحسر عشاق كرة القدم على توقف مسيرتهم مبكرا، نجد لاعب فريق الرجاء البيضاوي محمد العرابي الذي كان يعد قلب هجوم نموذجي.
هناك أيضا اللاعب الدولي العربي الشباك الذي توقفت مسيرته في عز العطاء، رغم أنه كان واحدا من أبرز لاعبي وسط الميدان بالقارة الإفريقية آنذاك، وهناك أيضا غفير اللاعب السابق لفريق الفتح الرباطي، وغيرهم من اللاعبين الذين حكم عليهم بالتوقف الاضطراري.
ولعل أشهر إصابة تلك التي تعرض لها محمد التيمومي خلال مباراة فريق الجيش الملكي ضد نادي الزمالك المصري في كأس إفريقيا للأندية البطلة سنة 1985، وصاحب الاعتداء البشع لم يكن إلا جمال عبد الله الذي كلف بهذه المهمة وأنجزها بحرفية بعد إصابته التيمومي بكسر مزدوج بالكاحل، وذلك قبل أشهر معدودة من مونديال مكسيكو 1986، ورغم المجهود الذي بذل من أجل عودة النجم الكبير محمد التيمومي للميادين بسرعة، إلا أنه شارك بالمونديال دون أن يكون في كامل جاهزيته البدنية والنفسية، ورغم ذلك اعتبر من أبرز لاعبي المنتخب المغربي خلال المونديال المذكور.
تذكرنا كل هذه الحالات والذكريات الصادمة، بمناسبة الحديث عن الإصابة البليغة التي تعرض لها بديع أووك، والتي كان من الممكن أن تضع حدا لمساره الرياضي، وعليه فلابد من الانتباه لمثل هذه الحالات، ومن المفروض أن يتم تنبيه الحكام إلى ضرورة اتخاذ قرارات زجرية تفاديا لحدوث حالات قتل متعمد للمواهب مع سبق الإصرار والترصد.
عن صحيفة بيان اليوم المغربية