بقلم: جلال أحمد
قالوا عن جهل المحبين بعض الأمثلة، حيث قالوا " مثل الدبة التي قتلت صاحبها .. ومن الحب ماقتل " ولكن أجمل تعبير عن عدم فهم معنى الحب، وصفته أغنية كوكب الشرق أم كلثوم " حب إيه " التي كتبها الشاعر عبد الوهاب محمد ولحنها الموسيقار العبقري بليغ حمدي، والتي تقول فيها : حب إيه اللى أنت جاي تقول عليه .. أنت عارف قبله معنى الحب إيه لما تتكلم عليه.
وهى وصف دقيق لحالة مشجعي مايسمي روابط الأولتراس على كل الألوان، لأنهم يسببون الأذى لأنديتهم معنوباً ومادياً بعقوبات وغرامات تحت شعار الحب للكيان، وهم لايفهمون معنى الحب للنادي، رغم أنهم يقولوا " أديله عمري وبرضه قليل " .. كيف يدمر المشجع المحب فريقه لمجرد تعرضه لكبوة أو لخلاف حول تقييم لاعبين أو مدربين أو مجلس إدارة ؟.
الإنتماء لناد يكون من منطلق عشق اللعبة أولاً، فكيف يعطي المحب ظهره لمحبوبته ولايتمتع برؤيتها ؟، مثلما يفعل مشجعو الأولتراس وهم يعطوا ظهرهم للملعب ولايشاهدوا المباراة بحجة أنهم أتوا للتشجيع وليس للفرجة، كأن مشاهدة المباراة والاستمتاع بها يمنع من التشجيع، وكذلك تواجدهم خلف المرمى وهو أسوأ مكان في الملعب لمشاهدة المباراة يدل على عدم أهمية اللعبة بالنسبة لهم وأن تواجدهم انما لهدف آخر، بينما كنا نذهب مبكراً للملعب لنحجز مكان أمام دائرة المنتصف لنشاهد الملعب بكامله ونستمتع بالمباراة ونحن نشجع أيضاً.
قبل ظهور روابط الأولتراس كانت جماهير الكرة تسمى جمهور الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمصري والاتحاد والمحلة وغيرهم، حتى ظهرت هذه المجموعات التي قسمت الجماهير إلى جمهور عادي وأولتراس، حتى هذه الروابط تنقسم إلى مجموعات تتصارع مع بعضها البعض.،
لن تنصلح أحوال الملاعب إلا بعودة جمهور الكرة الحقيقي للمدرجات، وإذا كان هؤلاء برددون شعار " الكرة للجماهير " فهى فعلاً كذلك، لكن للجمهور المحب للعبة والعاشق لفريقه والذي لايوجه إساءة للاعبيه أومنافسيه ولايخرب ولا يدمر، ويدفع ثمن التذكرة باعتبار أن إيراد المباراة يدعم موارد النادي وليس للذين يقتحموا الملاعب ويشاهدوا المباريات مجاناً، وعندما يصبح الجمهور كتله واحدة دون تمييز كما كانت على مدار عشرات السنين ستصبح الكرة أجمل.
إذا عرف هؤلاء الشباب المعنى الحقيقي للحب والانتماء والالتزام فأهلاً بهم في الملاعب، أما إذا أرادوا أن تجري الأمور على هواهم، فليتهم يكتفوا بمشاهدة المباريات في بيوتهم أو على المقاهي، ويتركوا الملاعب لمن يحترم قدسيتها.