بقلم: محمد الرزوقي
لا يمكن للمنظومة الكروية المغربية أن يستقيم عودها بأي حال من الأحوال ولو في ظل ما يحيط بها من أصباغ خادعة هي عادة ما تؤثت فضاءها وبذلك فهي غير عاكسة للحقيقة التي تؤسس لهذه العملية حتى وإن كانت تمتح من ” الإحتراف ” الذي تخوض في إطاره أندية القسم الوطني الأول ممارستها للعبة في طبعته الثامنة بعد سبعة مواسم تأرجح فيها المستوى والأداء والبعد الإستراتيجي لآليات الإشتغال والتدبير وفيها قيل ما قيل وتلك حكاية يطول سرد تفاصيل فصولها المتشعبة ، فالأندية الكروية ومن خلال أجهزتها الإدارية المسيرة مطالبة بالتدبير والتخطيط المحكمين البعيدين عن الإرتجالية والعفوية إن هي أرادت أن تحقق الأهداف المثلى للعبة بتعاون مع كل مكوناتها من لاعبين ومسيرين ومؤطرين وحكام وجماهير ووسائل إعلام مما يعني أن اليد الواحدة لاتصفق ، وبذلك فالإنفتاح والتشارك والتشاور مع كل المتدخلين والفاعلين ضمن هذا الفضاء مهما اختلفت رؤاهم وتوجهاتهم ضروري حتى تستقيم العملية في ظل ما تنشده التجربة الإحترافية من تطلعات وغايات قاطعة بذلك ـ وهذا هو الأساس ـ مع الهواية المقنعة وتوابعها المحبطة المنفرة ، ويأتي التواصل على رأس هذه العملية لما له من دور فاعل ومؤثر وحيوي في المشهد الكروي خاصة والرياضي عامة كونه الآلية التي تقرب مستجدات النادي إلى جماهيره ومتتبعيه عبر وسائط إعلامية تفاعلية من خلال ما تبثه ـ وهي المصدر الموثوق به ـ من أخبار وأحداث متلاحقة . وهنا يأتي دور المكلفين بمهام التواصل داخل دواليب الأندية ومدى قدرتهم على التواصل ونسج علاقات عمل مع المؤسسات الإعلامية والعاملين في حقلها كونهم يشكلون حلقات وصل بين أنديتهم ومختلف هذه الوسائل ذلك أن العديدين منهم يفتقدون لمهارات وآليات التواصل الحديثة والتي تتطلب دينامية وحيوية خدمة لمصلحة النادي حيث مازالوا يعتمدون للأسف على طرق ووسائل عفا عليها الدهر وهم من خلال ما ينقلونه أيضا من أخبار ومعلومات تكون أحيانا متجاوزة أومنقوصة لعدم إلمامهم بما يدور داخل أنديتهم بسبب عدم مواكبتهم للأحداث كبيرها وصغيرها يخيل إليهم أنهم يقومون بذلك ” صدقة ” وتكرما منهم ، لذلك فالتجربة والخبرة والإختصاص عوامل نجاح وشروط صحة ووجوب معا كما يقول فقهاء الأصول بالنسبة للمكلفين بهذه المهمة إن هم استثمروها بشكل جيد بعيدا عن المحاباة و” الصداقات ” و” الولاءات ” وتلك دوامة يعيش فيها الإعلاميون داخل الملاعب وخارجها من خلال مثل هذه الممارسات والتي هي همزة قطع لا همزة وصل ، ذلك أن التواصل فن وإبداع وسلوك وممارسة وتربية ومهارات وقدرات ، إلى ذلك فطلب الحصول على المعلومة ضمن هذا الفضاء حق يكفله القانون ، وشتان بين من هم أهل لهذه المهمة بحكم الممارسة الميدانية والإحتكاك ومن هم دون مستواها بكثير ـ وفاقد الشيء لايعطيه كما يقولون ـ لذا بات من الضروري تنظيم سلسلة لقاءات ودورات تدريبية وتكوينية لفائدة المكلفين بالتواصل داخل الأندية يلقنون فيها أبجديات التواصل وكيفية الإشتغال في هذا الحقل باعتبارهم بنك معطيات ومعلومات إلى جانب تمكينهم من الإلمام بالتقنيات الحديثة في مجال تكنولوجيا الإعلام على غرار الدورات التكوينية التي تنظم دوريا لفائدة الكتاب العامين وأمناء المال والمؤطرين التقنيين والحكام ، وتلك خطوة أولى على طريق النجاح نحو الخطوة الألف إن نحن فعلا أردنا السير بعيدا ضمن التجربة الإحترافية للكرة المغربية وغير ذلك لن يخدم بأي حال هذه التجربة التي هي في حاجة إلى طاقات مبدعة غير منكمشة وغير” مطبلة ومزمرة ” لمسؤوليها فاهمة لدورها الأساسي متمكنة من أدوات عملها قادرة على مد جسور التواصل وقادرة أيضا على العطاء والإنفتاح من خلال طرحها ومعالجتها لما تنقله من معلومة بحرفية ومهنية وحكامة وإتقان وجودة أيضا خدمة للنادي ومن خلاله خدمة لمصلحة الكرة والرياضة معا وهذا هو المبتغى الأسمى وغير ذلك مجرد أوهام وأصباغ خادعة .