بقلم - سعيد ياسين
الكل يشهد على ان المغرب كان من الدول العربية والأفريقية الأولى التي تقدمت بملف الترشح لاحتضان مسابقة كأس العالم لكرة القدم. وكانت الخطوة الأولى أواخر الثمانينات من اجل استضافة نسخة مونديال 1994، والتي الت بعدها للولايات المتحدة الاميركية. والثانية كانت في مطلع التسعينات للظفر بدورة 1998، والتي حدت الرحال بفرنسا. ورغم ذلك لم يفقد المغرب الامل في الترشح مرة ثالثة لاحتضان الحدث العالمي، وكان يمني النفس للفوز بشرف احتضان مونديال 2006، الذي اختار بعدها المانيا.
ورغم كل ذلك واصل المغرب تنافسه على استضافة هذا العرس الكوني، غير ان الرابعة " تملصت" من بين يديه قبل شروق شمس التصويت على البلد الذي سيحتضن نسخة 2010. وبعدما كان الجميع ينتظر منح شرف التنظيم للمملكة المغربية، تم " تهريب" المونديال الى بلد البافانا ( جنوب أفريقيا). وكانت هذه المرة الأولى التي تحظى فيه القارة السمراء باستضافة نهائيات كأسالعالم.
لقد شكلت كل هذه المحطات السابقة خيبات امل لكل المغاربة من مسؤولين وجمهور، لكن المغرب، برهن بعد ذلك بانه بلد قادر على إنجاح اكبر التظاهرات، من خلال ما يتوفر عليه من بنيات تحتية رياضية مهمة، تتلاءم مع المعايير الدولية، وكذلك حسن التنظيم. وهذا ما ظهر في نسختي مونديال الأندية، التي احتضنهما المغرب سنتي 2013 و2014 .
اليوم مرت عن اخر ترشح للمغرب (سنة 2004) 12 سنة، واليوم ليس كالأمس، مغرب سنة 1988 ليس هو مغرب 2016، لهذا بات من الواجب على هذا البلد، لما يزخر به حاليا كن ملاعب كبرى وفنادق وطرقات، ان يتقدم لاحتضان المونديال.
ويبدو ان المملكة المغربية تعد مرشحة فوق العادة، لعدة اعتبارات أولها الاستقرار الذي تنعم به، ثم الإشارات التي المح اليها رئيس الفيفا وكذلك رئيس الكاف، والتي تؤكد بالمرموز ان هاتين الهيئتين يدعمان المغرب في حال ترشح لاحتضان مونديال 2026. واذا تحقق ذلك سيكون ثاني بلد عربي يستضيف الدورة بعد قطر، التي ستحتضنها سنة 2022، وأول بلد عربي في القارة السمراء والثاني أفريقيا بعد جنوب أفريقيا.
كما ان رئيس الاتحاد المغربي، فوزي لقجع، اكد في اكثر من مناسبة ان المغرب قادر على إنجاح احتضان المونديال، وكانت اخرها عند استقباله لعيسى حياتو، رئيس الكاف.
اليوم، المغرب مؤهل لانجاح احتضان المونديال، لن هذا الحلم لكي يتحقق ليس بمقدور الاتحاد المغربي للعبة لوحده ترجمته على ارض الواقع، بل الامر مرتبط بإرادة سياسية، هي اليوم مازالت غائبة بسبب تعثر تشكيل الحكومة.
ففي السابع من أكتوبر الماضي من السنة الجارية جرت الانتخابات التشريعية ( البرلمانية)، التي يجب على ضوء نتائجها تشكيل حكومة. الا ان تعثر ميلاد هذه الأخيرة قد يؤثر سلبا على ملف ترشح المغرب للمونديال، خاصة ان وضع الملفات لدورة 2026 سيكون في مطلع العام المقبل.
نامل ان تذوب الصراعات الشخصية، من اجل تشكيل الحكومة المقبلة، والتي بدورها ستساهم في بناء مغرب اخر، وما تحقيق حلم المغاربة في احتضان المونديال، سيشكل لبنة جديدة في بناء مغرب متجدد.