أزمة الكهرباء في مصر

أزمة الكهرباء في مصر

المغرب الرياضي  -

أزمة الكهرباء في مصر

شيماء عصام

شهدت مصر خلال الفترة الماضية انقطاع التيار الكهربائي عن جميع محافظات الجمهورية تقريبًا بلا استثناء مع استمرار تكرار الأمر بشكل يومي حتى يومنا هذا، بحيث أصبح إلزاما على المواطن أن يعيش في ظلام دامس وحرارة مرتفعة وانقطاع لمياه الشرب، مما أدى إلى غضب شعبي عارم واحتجاجات وصلت إلى قطع الطرق في معظم المحافظات، وخصوصًا بعد تأكيدات الحكومة على أن هذا الوضع سيستمر خلال الفترة المقبلة، نتيجة لارتفاع معدلات الاستهلاك بشكل لا تستوعبه محطات الكهرباء، بحيث أن هناك قرابة 30% زيادة في التحميل، نظرًا إلى استخدام الكهرباء بشكل غير مرشد في أوجه الحياة اليومية، وصرح رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي بـ "ضرورة تطبيق العدالة في توزيع فترات انقطاع التيار الكهربائي على جميع المحافظات بما فيها محافظة القاهرة بما لا يزيد علي ساعتين ونصف الساعة، موزعه على عدد ساعات اليوم، وألا تقتصر علي الريف والصعيد فقط كما كان يحدث في ظل النظام السابق. ويبدو أنه يقوم بتطبيق مطالب الثورة في تحقيق العدالة الاجتماعية. كما أكد أنه حريص على أن تكون الكهرباء في الشارع المصري كالماء والهواء، مشددًا على وجود محطات جديدة تحت الإنشاء لحل أزمة الانقطاع المتكرر للكهرباء، ولكن من الواضح أنه حتى يتم ذلك على المصريين أن يستمعوا إلى نصائح رئيس الوزراء التي أوردها في بيانه بشأن هذه الأزمة، والتي كانت أشبه بإعلان "قطونيل" كما وصفها معظم الشباب على صفحات "فيسبوك" و"تويتر"، بحيث نصح الأسرة المصرية بارتداء الملابس القطنية وضرورة التجمع في غرفة واحدة لترشيد الكهرباء، أي أن الحكومة - كسابق عهد الحكومات الماضية - تلقي اللوم على المواطن في هذه الأزمة، مع العلم أن قرابة نصف الشعب المصري تحت مستوى خط الفقر، أي لا يمكلون أجهزة التكييف والمراوح التي عليهم أن يقوموا بترشيدها، بالإضافة إلى أنهم سيدفعون ثمن أجهزتهم الكهربائية التي ستتعرض إلى التلف، نتيجة القطع المتكرر للتيار الكهربائي، فضلا عن استغلال بعض تجار الأدوات الكهربائيه للأزمة، بحيث قاموا برفع أسعار كشافات الكهرباء والمولدات لتصل إلى ثلاثة أضعاف أسعارها السابقة، أي أن المواطن الغلبان هو من يدفع الثمن رغم الثورة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وإنصافه. وبدلاً من تقديم وعود بحل هذه الأزمة والقضاء عليها نهائيا، صرح رئيس الوزارء المصري هشام قنديل أن "ترشيد الكهرباء سيكون إجباريًا خلال العام المقبل". ويبدو أن الحكومة قد  تناست أن الكهرباء سلعة يدفع المواطن ثمنها، وليست خدمة مجانية تقدمها له الدولة، ومن المفترض أن يتم استغلال هذه الأموال لخدمة مصالح الشعب، ومن المخجل أن تصدر هذه التصريحات من حكومة وعدت بتنفيذ ما يسمى بـ "مشروع النهضة"، الذي من المفترض أنه سيحقق لمصر نقلة اقتصادية كبيرة، فكيف ذلك وهي تقف مكتوفة الأيدي أمام حل مشكلة بسيطة مثل الكهرباء في دولة أنعم عليها الله بمصادر متعددة من الطاقة تحتاج فقط إلى من يقوم بتشغيل عقله لاستغلالها؟. ورفضًا لهذا الوضع، نظم الشباب دعوات لحث المواطنين على عدم دفع فواتير الكهرباء، حتى يتم حل هذه الأزمة، كما طالبوا أيضًا أفراد الحكومة بأن يكونوا قدوة، و أن يعيشوا هم و أفراد أسرتهم في غرفة واحدة، ثم يطالبوا المواطنين بفعل ذلك.  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الكهرباء في مصر أزمة الكهرباء في مصر



GMT 12:01 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خطة الحكومة في هيكلة قطاع الأعمال العام

GMT 13:27 2018 الخميس ,16 آب / أغسطس

استراتيجية مكافحة الجريمة الاقتصادية

GMT 11:48 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

المسؤولية الاجتماعية وأخلاقيات الأعمال

GMT 11:21 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

أوجه النشاط التسويقي

GMT 09:31 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

استراتيجيات تخفيف الفساد

GMT 20:06 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
المغرب الرياضي  - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:17 2012 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يؤكد عدم تخليه عن حمدي في محنته خلال حفل الرواد

GMT 22:56 2017 الإثنين ,28 آب / أغسطس

البزغودي لاعب الجيش يخضع لفحوصات طبية

GMT 15:33 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

أولاس يشيد بفريقه قبل مواجهة شاختار دونيتسك الأوكراني

GMT 10:19 2022 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

وليد الركراكي يرُد على منتقديه بسبب عبد الرزاق حمدالله

GMT 05:44 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد النني يُهدي الشيخ مشاري راشد العفاسي قميص أرسنال

GMT 22:45 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبات غولف «أرامكو» في مواجهة الإعلام بجدة

GMT 08:27 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحدى مانشستر سيتي اليوم في الدوري الإنكليزي

GMT 21:10 2022 الأحد ,22 أيار / مايو

كريم بنزيمة يثير الجدل بعد قرار مبابي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib