رأيت في منامي يوم الحساب وكنت واقفا بين الناس والعرق يغمرني والخوف يحيط بي وكان مشهد عظيم جدا فهناك عدد كبير جدا من الناس قبلي وبقي لدوري الكثير ورأيت الجنة والنار ورأيت أناس مكبلين مصحوبين إلى النار منظرهم مفزع واستيقظت قبل أن اعرف مصيري .

من رأى كأنه قرب من الحساب فإن رؤياه تدل على غفلته عن الخير وإعراضه عن الحق لقوله تعالى: “ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ” الأنبياء 1، وإن رأى كأنه حوسب حساباً يسيراً دلت رؤياه على شفقة زوجته عليه وصلاحها وحسن دينها، وإن رأى كأنه حوسب حساباً شديداً دلت رؤياه على خسران يقع له لقوله تعالى: “فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا” الطلاق 8، وإن رأى كأن الله سبحانه وتعالى يحاسبه وقد وضعت أعماله في الميزان فرجحت حسناته على سيئاته فإنه في طاعة عظيمة، وان رجحت سيئاته على حسناته فإن أمر دينه مخوف، وإن رأى كأن الميزان بيده فإنه على الطريقة المستقيمة لقوله تعالى: “وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ” "الحديد 25". من رأى كأن القيامة قد قامت وهو واقف بين يدي الله عز وجل كانت الرؤيا أثبت وأقوى، وظهور العدل أسرع وأوحى، ومن رأى في منامه كأن القبور قد انشقت والأموات يخرجون منها دل ذلك على بسط العدل، ومن رأى قيام القيامة وهو في حرب نصر، ومن رأى أنه في القيامة أوجبت سفراً، ومن رأى كأنه حشر وحده أو مع واحد آخر دلت رؤياه على أنه ظالم، لقوله تعالى: “احشروا الذين ظلموا وأزواجهم” الصافات 22. من رأى كأن القيامة قد قامت عليه وحده دلت رؤياه على موته لما روى في الخبر أنه من مات قامت قيامته، ومن رأى القيامة قد قامت وعاين أهوالها، ثم رأى كأنها سكنت وعادت إلى حالها فإنها تدل على الظلم من قوم لا يتوقع منهم الظلم.. وقيل: إن هذه الرؤيا يكون صاحبها مشغولاً بارتكاب المعاصي وطلب المحال ويؤجل التوبة ويصر على الكذب لقوله تعالى: “ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون” الأنعام 28. من رأى كأن القيامة قد قامت في مكان فإنه يبسط العدل في ذلك المكان لأهله فينتقم من الظالمين هناك وينصر المظلومين.. لأن ذلك يوم الفصل والعدل. من رأى كأن القيامة قد قامت في مكان فإنه يبسط العدل في ذلك المكان لأهله فينتقم من الظالمين هناك وينصر المظلومين..