المهداوي ليس هو المشكلة

المهداوي ليس هو المشكلة

المغرب الرياضي  -

المهداوي ليس هو المشكلة

بقلم - توفيق بو عشرين

كلما طالت أزمة حراك الريف، ازدادت أخطاء السياسة الجنائية في المملكة الشريفة. هذه السياسة التي لا نعرف من يحركها بعد خروج النيابة العامة من وزارة العدل، ودخولها في حالة شرود. الله وحده يعلم إلى أين سيقودنا هذا «الاجتهاد» الفريد الذي اختاره أصحاب الحل والعقد لمؤسسة النيابة العامة، المسؤولة عن الحريات الجماعية والفردية، خارج مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وهو مبدأ دستوري، في حدود علمنا.

الوكيل العام للملك في الحسيمة اعتقل الصحافي حميد المهداوي، يوم الخميس الأسود في الحسيمة، بتهمة التحريض على التظاهر غير القانوني، وقال بلاغ الوكيل العام للملك: «إن النيابة العامة أشعرت، من طرف مصالح الشرطة القضائية، بواقعة قيام المسمى حميد المهداوي بإلقاء كلمة بساحة محمد السادس وسط مجموعة من الناس، يحرضهم من خلالها على الخروج للتظاهر، رغم قرار المنع الصادر عن السلطات المختصة».

وأضاف الوكيل العام: «وبناء على ذلك، أمر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالحسيمة بفتح بحث مع المعني بالأمر، بسبب الاشتباه في ارتكابه أفعالا مخالفة للقانون، تمثلت بالأساس في تحريض أشخاص على ارتكاب جنح بواسطة الخطب والصياح في الأماكن العمومية، ودعوتهم إلى المشاركة في مظاهرة بعد منعها، والإسهام في تنظيم ذلك».

ولتوضيح ملابسات الاعتقال والتحقيق، أضاف بيان الوكيل العام للملك بالحسيمة: «هذا، وينبغي تأكيد أن البحث القضائي جارٍ مع المعني بالأمر، ويتعلق بأفعال لا علاقة لها بالعمل الصحافي كمهنة تتولى جمع الأخبار أو المعلومات أو الوقائع أو التحري، أو الاستقصاء عنها بطريقة مهنية قصد كتابة أو إنجاز مادة إعلامية، وفق التعريف الوارد في المادة الثانية من قانون الصحافة والنشر».

إذا سمح لنا السيد الوكيل العام للملك بالحسيمة أن نناقشه هذا القرار، وإذا لم ينزع عنا رداء العمل الصحافي، كما فعل مع المشاكس حميد المهداوي، حين حصر سيادته مجمل العمل الصحافي في جمع الأخبار وإعادة كتابتها، واستثنى إبداء الرأي بالكتابة أو الصياح من العمل الصحافي، فإننا نبدي جملة من الاعتراضات على قراره المجانب للصواب:

أولا: ليس من اختصاص النيابة العامة تعريف العمل الصحافي، ولا رسم حدوده، وإذا كان ولا بد من الرجوع إلى قانون الصحافة والنشر لنزع جبة الصحافي من على ظهر المهداوي، فلا بد، على الأقل، من أخذ التعريف الوارد في قانون الصحافة بكل فقراته، لا اجتزاؤه لخدمة توجه منحرف في فهم النص وتطبيقه، فالمادة الأولى من قانون الصحافة لا تحدد العمل الصحافي فقط في جمع الأخبار من مصادرها الصحيحة وإعادة نشرها، بل تضيف الفقرة الثانية من قانون الصحافة والنشر: «تُمارس الصحافة بواسطة مطبوع دوري مكتوب تنشر فيه، كيفما كانت لغته المستعملة، أخبار أو أفكار أو آراء أو معلومات أو صور أو رسوم، أو تُمارس بواسطة صحيفة إلكترونية». إذن، الأفكار والآراء تدخل في إطار العمل الصحافي، وهو ما قام به المهداوي -على فرض التسليم بصحة الوقائع الواردة في بيان النيابة العامة- والآراء والأفكار، حتى وإن لم تعجب السلطة أو النيابة العامة، فهي مشمولة بقانون الصحافة والنشر، ومن ثم، وجب تطبيق القانون عليها، سواء اعترفنا للمهداوي بصفته الصحافية أم لا، فقانون الصحافة والنشر يسري ليس فقط على الصحافيين بل على كل المواطنين، والقاعدة المعروفة تقول: «لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص»، والقانون الخاص مقدم في التطبيق على القانون العام، والقاضي يحكم بالقانون وليس برأيه في القانون.

ثانيا: اعتقال المهداوي كصحافي أو كمواطن لأنه أبدى رأيا في التظاهرة السلمية ليوم الخميس الماضي، ودعا المواطنين إلى التظاهر السلمي، أمر غير قانوني (الاعتقال) لأن المادة 98 من قانون الصحافة والنشر تمنع اعتقال أو توقيف المشتبه في خرقهم هذا القانون، أكانوا صحافيين أم مواطنين، وتقرر، بما لا يدع مجالا للتأويل، أنه «لا يمكن، بموجب هذا القانون، إيقاف المشتبه به أو اعتقاله احتياطيا». إذن، المهداوي وراء القضبان خارج القانون، ووضعه في حال اعتقال يمكن أن يدخل تحت تعريف الخطأ الجسيم، الذي يوجب مساءلة النيابة العامة عنه أمام المجلس الأعلى للسلطة القضائية.

ثالثا: المهداوي، وبغض النظر عن فهمه للعمل الصحافي وطريقة ممارسته، اعتُقل وسط المسيرة عندما كان يغطيها لموقع «بديل» الذي يشرف عليه، ولم يُعتقل قبل ذلك وهو يصيح داعيا الناس إلى الخروج للتظاهر، لأنهم خرجوا قبل أن يبدأ هو بالصياح، ولهذا لا يمكن أن يطبق عليه الفصل 72 من قانون الصحافة والنشر الذي يقول: «يعاقب بغرامة ما بين 20 ألفا و200 ألف درهم كل من قام، بسوء نية، بنشر أو إذاعة أو نقل خبر زائف أو ادعاءات أو وقائع غير صحيحة، أو مستندات مختلفة أو مدلس فيها، منسوبة إلى الغير إذا أخلت بالنظام العام، أو أثارت الفزع بين الناس بأي وسيلة من الوسائل، لاسيما بواسطة الخطب والصياح أو التهديدات المتفوّه بها في الأماكن والاجتماعات العمومية».

لنخرج الآن من بيت الصحافة الهش إلى بيت السياسة.. المشكل لا يوجد في فيديوهات المهداوي، ولا في صياحه، ولا في خرق قرار منع التظاهر السلمي في مدينة تحتج منذ تسعة أشهر دون إشعار. المشكل يوجد في مؤسسات الدولة العاجزة عن حل أزمة عمرها يقرب من السنة في مدينة صغيرة، وهذا مجرد نموذج مصغر عن احتجاجات قادمة في مدن أخرى أكبر من الحسيمة، إذا استمر الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي ينتج السلطوية الجديدة، والفوارق الاجتماعية الصارخة، والحكرة المدمرة، والفساد المستشري في كل أركان الدولة… هذا هو المشكل الحقيقي.

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهداوي ليس هو المشكلة المهداوي ليس هو المشكلة



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 09:27 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

7 آلاف تذكرة لجماهير أدوانا ستارز ضد الرجاء

GMT 19:01 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فريق "المغرب الفاسي" ينهي مبارياته الودية بانتصارين

GMT 00:24 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

أولمبيك خريبكة يواجه الكوكب المراكشي وديًا السبت

GMT 03:47 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جمهور الرجاء البيضاوي يرفض عودة محمد بودريقة

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 22:22 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير "يونايتد" تحيي ذكرى وفاة لاعبها جورج بست

GMT 23:41 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يعقد جمعيته العمومية في 10 دقائق فقط

GMT 19:35 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهيناز تكشف تفاصيل ألبومها الجديد في "الليلة عندك" على 9090

GMT 22:11 2019 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

ترامب يلتقي مرشحا مسلما لخلافة ماي

GMT 14:38 2017 الثلاثاء ,25 تموز / يوليو

ظهير الزمالك يعود إلى القاهرة لأداء الامتحانات

GMT 14:39 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

"الوطية" الساحلية مدينة مغربية سياحية تبحث عن المستثمرين

GMT 08:29 2019 الجمعة ,12 إبريل / نيسان

بيراميدز يتأهب لمواجهة فاصلة أمام الأهلي

GMT 19:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أمل أولمبيك خريبكة يتعادل مع الرشاد البرنوصي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib