مسيرة الخوف

مسيرة الخوف

المغرب الرياضي  -

مسيرة الخوف

بقلم : توفيق بو عشرين

الذي أشرف أو مول أو أطر أو أعد لتظاهرة الأحد المسماة (جميعا ضد أخونة الدولة وأسلمة المجتمع) يلعب بالنار…الذي يتصور اليوم، أن حشر المواطنين المساكين في حافلات وشاحنات وسيارات النقل المدرسي، وإرسالهم إلى البيضاء حاملين صور الملك وأعلام المملكة لسب «البي جي دي» ولعنه. الذي يتصور أنه سيحارب بنكيران بهذه الأساليب الغبية فهو خاطئ و(عبيط)، هذه الوسائل غير المشروعة لا تصلح سوى لضرب الاستقرار في البلاد وبت الخوف في نفوس المواطنين، والإجهاز على التجربة الديمقراطية الهشة، والنيل من مصداقية الاقتراع وما ستفرزه الصناديق يوم 7 أكتوبر، هذه ألاعيب تقوي المصباح، وتضعف الديمقراطية، وتعطي الحجج والبراهين على أن كلام بنكيران عن التماسيح والعفاريت صحيح، وأن التحكم موجود وله أرجل يمشي بها، وعناوين وصور ومظاهر ووجوه وأفعال يراها الناس بالعين المجردة…

الذي يريد أن يستورد حيل (الثورة المضادة) من مصر حيث عمدت الدولة العميقة هناك إلى تأليب جزء من المجتمع ضد جزء آخر، واستعمال المظاهرات والاحتجاجات في الشارع العام لخلق انطباع غير حقيقي يبرر جريمة الانقلاب، وتحويل وسائل الإعلام إلى زيت يصب فوق النار لتمهيد الطريق لإلغاء نتائج الانتخابات. الذي يريد أن يستفيد من (إنجازات السيسي) في مصر هنا في المغرب، لا خيال ولا ذكاء، فهناك فرق شاسع بين مصر والمغرب، وحتى في القاهرة لم تنجح هذه الخطة رغم أنها كلفت آلاف الأرواح. فكيف تنجح في المغرب؟

كيف تسمح وزارة الداخلية لتظاهرة مجهولة الهوية بالنزول إلى الشارع في كبرى المدن المغربية؟ وكيف تعد لها شارع محمد السادس وتزيل السيارات منه لمتظاهرين حاملين لصور الرموز الوطنية التي تشكل قاسما مشتركا بين المغاربة: (العلم الوطني وصور الملك محمد السادس)، والتي لا يجب أن تسمح الدولة بتوظيفها سواء ضد بنكيران أو ضد غيره.

سأل مصور موقع «اليوم 24» مواطنا من الحسيمة قطع مئات الكيلومترات ليأتي إلى البيضاء، رافعا صورة بنحماد وفاطمة المعروضة قضيتهما على المحكمة، لماذا أنت هنا؟ فرد قائلا: «بغينا الحكومة تكون تابعة للملك بوحدو وما بغيناش بنكيران». إلى جانبه وقفت سيدة تزغرد وترقص، ولما سُئلت عن معنى شعار المسيرة: «لا لأخونة الدولة»، ردت: «حنا ضد الخونة (أي السرقة) ولي خون شي حاجة يرجعها صافي». مشارك ثالث اختصر هدف المسيرة وقال: (ما كاين لا عدالة ولا تنمية، كاين غير الأصالة والمعاصرة). خلفه تمر حافلات (CTM) التابعة لهولدينغ عثمان بنجلون، والتي نقلت المتظاهرين مع حافلات وسيارات أخرى تابعة للخواص من مختلف المدن والقرى إلى الدار البيضاء. سيدة أخرى قادمة من برشيد تقول: (بنكيران زاد علينا في الدقيق والزيت والبوطا وزاد في كل شيء)، ولا مادة من هذه المواد عرفت الزيادة في الخمس سنوات الماضية! هل الأمر يحتاج إلى تعليق؟

مئات سيارات الأجرة تعلق صور الملك محمد السادس وتجوب المدينة لخلق جو من التعبئة ضد بنكيران وحزبه، لافتات تحمل أسماء جمعيات تمول من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية نزلت للاحتجاج على الحكومة قبل 15 يوما من رحيلها، إنها تشبه شخصا يشكو من العزوبة ليلة زواجه، هذه شكوى بلا معنى، اللهم إذا كان الشخص المعني عاجزا أو لا يريد الزواج من الأصل.

نفس الوجوه، نفس الشعارات، نفس التقنيات، نفس اللوجستيك ونفس الرداءة التي تظهر في المسيرات المخدومة أو التظاهرات تحت الطلب. قبل هذه المسيرة تجندت مواقع مسخرة وجرائد موضوعة تحت الطلب لتسخين الطرح والترويج للإشاعات والأكاذيب، ونصف الحقائق حول هذه الحكومة وحول رئيسها وحزبه الإخواني التابع للتنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وكل هذا من أجل خلق جو يبرر إفساد العملية الانتخابية ويجعل قراءة النتائج المفبركة تبدو عادية ومنطقية ولها تفسير غير التزوير.

الرد لم يتأخر. بعد ساعتين من انطلاق المسيرة، أطلق مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات والمشرف القانوني على الانتخابات، تدوينة عبر الفايسبوك يتبرأ فيها من سلوكيات وزارة الداخلية ويقول: (وزير العدل والحريات لا يستشار ولا يقرر في كل ما يتعلق بالانتخابات، مما يعني أن أية رداءة أو نكوص أو تجاوز أو انحراف لا يمكن أن يكون مسؤولا عنه). وقبله قال بنكيران إن وزارة الداخلية تسكنها روح هو غير مسؤول عنها، وإنه ليس المسؤول الوحيد عن نزاهة الانتخابات، وإن الجميع مسؤول عن هذا الاستحقاق.

حكومة بنكيران كأي حكومة لها حصيلة فيها الأبيض والأسود، لكن المواطنين لا يخرجون للتظاهر ضد الحكومة قبل 15 يوما من موعد محاكمتها في صناديق الاقتراع. الذي لا يحب بنكيران وحزبه، عليه أن يتوجه إلى الصندوق يوم 7 أكتوبر وينتقم منه، ولا يخرج للشارع حاملا صور الملك وأعلام البلاد لسب رئيس الحكومة برعاية كاملة من جهات في السلطة لفائدة حزب مقرب من الدولة، اللهم إذا كان الغرض من هذه التظاهرة شيء آخر تماما.

GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسيرة الخوف مسيرة الخوف



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 08:36 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

سيخيب ظنّك أكثر من مرّة بسبب شخص قريب منك

GMT 14:39 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

تناقض ثم ارتياح يسيطر عليك حتى نهاية الشهر

GMT 02:08 2020 الأحد ,09 شباط / فبراير

20 مليون للاعبي الوداد للتتويج بدوري الأبطال

GMT 22:21 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

5 وضعيات للجماع تعد الافضل لمنطقة الأرداف

GMT 16:23 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

الكعبي وحاريث يغادران معسكر المنتخب المغربي

GMT 16:12 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

الإصابة تبعد اللاعب وليد الكرتي عن الوداد

GMT 12:34 2019 الخميس ,14 آذار/ مارس

Daily Leo

GMT 21:51 2017 الأحد ,11 حزيران / يونيو

فولسانغ يتفوق على ريتشي بورت في سباق دوفين

GMT 15:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تأجيل جلسة استماع بول بوجبا أمام محكمة المنشطات الإيطالية
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib