بنكيران هل يشتغلون معه أم يشتغلون به

بنكيران.. هل يشتغلون معه أم يشتغلون به؟

المغرب الرياضي  -

بنكيران هل يشتغلون معه أم يشتغلون به

بقلم : توفيق بو عشرين

من التصريحات القوية التي أدلى بها الزعيم الجديد للأحرار، على هامش التجمع الخطابي الذي نظمه في أكادير الأسبوع الماضي، قوله: «إننا نعرف كيف نشتغل ببنكيران…»، سواء قصد أخنوش ما قاله، أم خانته العربية التي لا يعرف منها إلا الشيء القليل، مثلها مثل الأمازيغية التي لا يعرف منها إلا «أغاراس أغاراس»، فإن العبارة كانت موفقة إلى حد بعيد. سواء قبل خمس سنوات، أو بعد إعلان نتائج الانتخابات، فإن الدولة «العميقة»، التي أصبح أخنوش جزءا من أدواتها، تعرف كيف تشتغل ببنكيران، ففي 2011، كان ورقة رابحة إزاء شارع يغلي، وبعدها أصبح ورقة ضرورية لإصلاح المقاصة والتقاعد، وتوقيف الإضرابات، واستعادة التوازنات المالية العمومية، أما الآن فصار عبئا على الدولة، وتريد التخلص منه أو، على الأقل، تحجيمه إلى درجة ينسى معها أنه حاز المركز الأول في انتخابات أكتوبر، وأنه يتوفر على شعبية كبيرة في الشارع، وأنه يستطيع مباشرة إصلاحات جديدة تصب في خانة الفقراء ومتوسطي الحال.

في حوار للراحل عبد الهادي بوطالب مع قناة الجزيرة، سنوات قليلة قبل وفاته، سأله الصحافي عن علاقة الملك الراحل الحسن الثاني بالأحزاب السياسية، فرد عليه المستشار الملكي المخضرم بعبارة دالة، حيث قال: «جل الأحزاب السياسية كان يستعملها الحسن الثاني حيث يرى»، فرد عليه أحمد منصور، صحافي قناة الجزيرة: «حلوة يستعملها هذه»…
في المائة اليوم التي استغرقها البلوكاج، الذي منع ميلاد حكومة جديدة، اكتشفنا أن عقل السلطة لم يتقبل نتائج الاقتراع الذي أعلن في السابع من أكتوبر، وهو الاقتراع الذي أشرفت عليه وزارة الداخلية، وحاولت، بكل الوسائل المتاحة، تغيير اتجاهه لصالح البام، لكن الناخب كانت له كلمة أخرى. إنكار الواقع هذا قاد السلطة إلى ارتكاب ثلاثة أخطاء كبيرة، وهي:

1 – خرق الدستور، ومحاولة التحلل منه عن طريق نزع صلاحية تشكيل الحكومة من رئيسها المعين، وإعطاء هذه الصلاحية للحزب الذي حصل على 37 مقعدا، حتى إن الساخرين أصبحوا يرددون نكتة: «عبد الإله بنكيران أصبح وزيرا منتدبا لدى أخنوش المكلف بتشكيل الحكومة».

2 – تشكيل أغلبية مصطنعة في مجلس النواب حول الحبيب المالكي للتشويش على الأغلبية التي يبحث عنها رئيس الحكومة المعين، فما معنى أن يصوت البام، وهو نظريا في المعارضة، لمرشح الاتحاد، الذي يعلن، صباح مساء، أنه يريد دخول الحكومة؟ هل توجد معارضة تعبد الطريق لحزب آخر ليعبر إلى الحكومة؟

3 – الاستمرار في سياسة خلق الأحزاب والتكتلات السياسية الاصطناعية في مختبر السلطة. فبعد فشل الرهان على «البام»، جرى بسرعة نحت «بام جديد» يقوده الملياردير عزيز أخنوش، الذي سبق له، قبل أقل من سنة، أن أعلن ابتعاده كليا عن السياسة واهتمامه بالفلاحة… وإذا به يعتلي رئاسة حزب الحمامة، ويضم فريق الحصان، ويتحالف مع الوردة والسنبلة، ويأخذ على عاتقه التزام إدخال إدريس لشكر إلى بيت بنكيران، ولو كان هذا الأخير رافضا.

الصعوبات التي يجدها بنكيران في تشكيل حكومة جديدة ليست صعوبات عادية أو طبيعية. إنها تعبير عن مقاومة عقل السلطة للمتغيرات السياسية والاجتماعية التي وقعت في المغرب في السنوات الأخيرة، والتي تصب جميعها في ضرورة تحديث النظام السياسي، وتقبله الشرعية الانتخابية، وضرورة تعايش صاحب العرش مع صاحب الصندوق بما يرضي الدستور، وينعش الحياة السياسية، ويخلق مجالا عاما تتصارع فيه الأفكار والمصالح والبرامج، ويعطي الشعب صلاحية الاختيار، مع بقاء الملك حكما بين الفرقاء. اليوم سيفهم بنكيران، أكثر من أي وقت، دلالات مطلب الملكية البرلمانية، الذي كان يعارضه بقوة قبل الربيع وبعد الربيع. اليوم سيشعر بنكيران بفداحة تغييب بند الانتقال الديمقراطي من برنامجه السياسي.

إلى الآن بنكيران لا يريد إعلان الفشل، ومازال يراهن على تفهم الدولة حاجة البلاد إلى حكومة قوية ومنسجمة، وعلى رأسها زعيم الحزب الذي فاز بالمرتبة الأولى، لكن، يبدو أنه ليس لدى بنكيران، ولا الواقفين خلف البلوكاج، أيضا، الخطة «باء». كل واحد ينتظر من الآخر أن يتعب وأن يسلم بمطالب الآخر. التنازلات التي أقدم عليها بنكيران لم تسعفه في الوصول إلى بر النجاة.. المطلوب هو «رأس السابع من أكتوبر»، وهذا ما لا يستطيع بنكيران التفريط فيه، وإلا أصبح رقما كباقي الأرقام، وحزبا يُستعمل، كباقي الأحزاب، ثم يرمى إلى هامش التاريخ، كما حصل مع أحزاب أخرى تتسول اليوم مقعدا أو مقعدين في الحكومة ولا تجدهما.

المصدر : جريدة اليوم 24

GMT 06:02 2018 الأحد ,25 شباط / فبراير

حان وقت الطلاق

GMT 07:26 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

سلطة المال ومال السلطة

GMT 06:39 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

GMT 05:46 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

الطنز الدبلوماسي

GMT 05:24 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

القرصان ينتقد الربان..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بنكيران هل يشتغلون معه أم يشتغلون به بنكيران هل يشتغلون معه أم يشتغلون به



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 09:27 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

7 آلاف تذكرة لجماهير أدوانا ستارز ضد الرجاء

GMT 19:01 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فريق "المغرب الفاسي" ينهي مبارياته الودية بانتصارين

GMT 00:24 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

أولمبيك خريبكة يواجه الكوكب المراكشي وديًا السبت

GMT 03:47 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جمهور الرجاء البيضاوي يرفض عودة محمد بودريقة

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 22:22 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير "يونايتد" تحيي ذكرى وفاة لاعبها جورج بست

GMT 23:41 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يعقد جمعيته العمومية في 10 دقائق فقط

GMT 19:35 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهيناز تكشف تفاصيل ألبومها الجديد في "الليلة عندك" على 9090

GMT 22:11 2019 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

ترامب يلتقي مرشحا مسلما لخلافة ماي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib