وحدها الكرة تدخل الفرح إلى البيوت

وحدها الكرة تدخل الفرح إلى البيوت

المغرب الرياضي  -

وحدها الكرة تدخل الفرح إلى البيوت

بقلم - توفيق بو عشرين

لم يعد شيء يدخل الفرح إلى بيوت المغاربة سوى أقدام لاعبي المنتخب الوطني والمحلي، وأهدافهم في شباك الخصم. أول أمس، وقف ولي العهد، مولاي الحسن بن محمد، تحت المطر ودون مظلة ليسلم كأس الشان (بطولة إفريقيا للاعبين المحليين)، وكم فرح المغاربة، الذين كانوا في خصام مع البهجة، بهذا التتويج الذي يذكر الناس بأن النجاح يمكن أن يكون مغربيا، وأن التتويج يمكن أن يكون مغربيا، وأن هذا الشعب ليس عاقرا، وأن أجندته اليومية ليس فيها فقط أحزان الريف، ومآسي جرادة، وعطش زاكورة، وبرد أنفكو، وفقصة السياسة والسياسيين الذين يرفعون ضغط الدم لدى المواطن أكثر من أي شيء آخر.
الشعوب لا تعيش فقط بالماء والخبز والأمن، تعيش أيضا بالفرح والإحساس بالانتصار، والقدرة على الإنجاز ولو في معارك رمزية، فما بالك وقد أصبحت الرياضة، وفي قلبها كرة القدم، جزءا من القوة الناعمة «soft power» وأحسن منصة لتسويق البلدان ومؤهلاتها السياحية والثقافية والحضارية والإنسانية.
بقاء كأس الشان في المغرب سيفتح شهية الجميع لربح رهان أكبر، وهو استضافة كأس العالم لسنة 2026، والدفاع بذكاء واحترافية عن الملف المغربي في مواجهة ثلاث دول وهي: الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، وكلها تقدمت بترشيح مشترك لاستضافة أشهر كأس ذهبية فوق الأرض.
هناك خمس نقاط قوية في الملف المغربي، وهي:
أولا، أن الهيئة الناخبة التي ستحسم قرار الدولة المستضيفة لكأس العالم توسعت، ولم تعد اللجنة التنفيذية للفيفا وحدها التي تحسم بشأن من يحظى بشرف استضافة كأس العالم. اليوم 211 بلدا، الأعضاء في الفيفا، كلها ستصوت سرا، في صندوق شفاف، على اسم البلد المستضيف، أي أن الجمعية العمومية كلها ستصوت، ولكل بلد، صغيرا كان أم كبيرا، صوت واحد. ثاني نقطة قوة في الملف المغربي هي أن المملكة هي الممثل الوحيد للمجموعة الإفريقية والعربية والإسلامية، وأن هذا «البلوك» قد يخترق من قبل أمريكا وكندا، لكن اختراقه يبقى محدودا، خاصة وأن التصويت سيكون سريا، وقد تحضر فيه القناعة الخاصة لكل اتحاد. ثالث نقطة قوة في الملف المغربي هي أن القارة الإفريقية، ومنذ 1930، لم تستضف كأس العالم سوى مرة واحدة في جنوب إفريقيا سنة 2010، فيما سبق لأمريكا أن استضافت هذه التظاهرة العالمية مرة سنة 1994، وسبق للمكسيك أن استضافت نهائيات كأس العالم مرتين 1970 و1986، فإذا أخذنا بعين الاعتبار تقدم الكرة الإفريقية والعربية، وازدياد عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العالم، والتوجه العالمي لدعم التنمية في دول الجنوب، فإن الكفة تبدو راجحة لصالح الملف المغربي. رابع نقطة قوة للمغرب في هذا الترشح الخامس لاستضافة عرس المستديرة العالمي، هي القرب من أوروبا التي تشارك بـ14 منتخبا جغرافيا ومن حيث التوقيت العالمي، وهو ما سيضمن للفيفا مداخيل أكبر، ونقلا تلفزيا أوسع، مع إمكانية استغلال فنادق إسبانيا وجبل طارق ولاس بلماس. أما خامس نقطة قوة في الملف المغربي فهي شخص دونالد ترامب، الرئيس المتهور للولايات المتحدة الأمريكية، الذي نعت الدول الإفريقية واللاتينية بنعوت قبيحة قبل أسابيع، والذي يعيش محنة حقيقية مع محققي FBI بسبب تورطه في أعمال خارج القانون، والتأثير على سير العدالة. هذا الوضع الهش لرئيس البيت الأبيض قد يوثر في قدرة إدارته على التأثير في دول العالم، واستمالتهم للتصويت للملف الأمريكي-الكندي-المكسيكي، وقد رأينا كيف خسر ترامب الرهان في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بخصوص قضية فلسطين. لقد هدد ساكن البيت الأبيض عددا من دول العالم إن هي صوتت ضد إسرائيل في الجمعية العمومية، ومع ذلك، لم تلتفت الأغلبية الساحقة من الدول إلى تهديده، وصوتت ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهذا متغير يعطي المراقب مؤشرات على اهتزاز صورة أمريكا في العالم بسبب سياسة ترامب الشعبوية والانعزالية.
مع كل نقط القوة في الملف المغربي، لا بد من الالتفات إلى نقط ضعفه، ومنها قلة الملاعب، فنحن لا نتوفر الآن سوى على أربعة ملاعب كبيرة، ونحتاج، من هنا إلى موعد إطلاق صفارة البداية، إلى 12 ملعبا أخرى، ثم هناك مشاكل النقل البري والبحري والجوي التي مازالت تحتاج إلى حلول جذرية، بالإضافة إلى بنية أوسع للاستقبال الفندقي خاصة في الرباط وأكادير وفاس… كل هذا يتطلب إقناع لجنة الفيفا، التي ستحل بالمغرب في أبريل، بأن المملكة ماضية في تحديث بنياتها الرياضية والسياحية، وأنها دولة مستقرة، وترعى حقوق الإنسان وقضايا التنمية، وجديرة باستضافة هذه التظاهرة، وأنها ستكون في الموعد من هنا إلى 2026.
أما نقطة التحدي الكبرى، فهي تجاوز الضغوط السياسية التي ستمارسها أمريكا وكندا على عدد من الدول الفقيرة، لدفعها إلى التصويت لملفها، وهنا لابد للجنة المكلفة بترويج الملف المغربي من الاستعانة بفريق من وزراء الخارجية السابقين (محمد بنعيسى، الطيب الفاسي الفهري، صلاح الدين مزوار)، والسفراء اللامعين من أمثال: حسن أبو أيوب، محمد برادة، علي أومليل، محمد بلمحي، محمد الطنجي، محمد زنيبر، ورشاد بوهلال، للقيام بجولات مكوكية حول العالم للدفاع عن أهلية البلد وحاجته إلى استضافة موعد مثل هذا.

 

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وحدها الكرة تدخل الفرح إلى البيوت وحدها الكرة تدخل الفرح إلى البيوت



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 11:17 2012 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يؤكد عدم تخليه عن حمدي في محنته خلال حفل الرواد

GMT 22:56 2017 الإثنين ,28 آب / أغسطس

البزغودي لاعب الجيش يخضع لفحوصات طبية

GMT 15:33 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

أولاس يشيد بفريقه قبل مواجهة شاختار دونيتسك الأوكراني

GMT 10:19 2022 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

وليد الركراكي يرُد على منتقديه بسبب عبد الرزاق حمدالله

GMT 05:44 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد النني يُهدي الشيخ مشاري راشد العفاسي قميص أرسنال

GMT 22:45 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبات غولف «أرامكو» في مواجهة الإعلام بجدة

GMT 08:27 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحدى مانشستر سيتي اليوم في الدوري الإنكليزي

GMT 21:10 2022 الأحد ,22 أيار / مايو

كريم بنزيمة يثير الجدل بعد قرار مبابي

GMT 11:34 2022 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

مفاوضات في تجديد عقد ساديو ماني مع ليفربول

GMT 19:32 2022 الإثنين ,07 شباط / فبراير

مغربيان في التشكلية المثالية لكأس أمم إفريقيا

GMT 13:33 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"المنتخب المغربي" يخضع إلى فحوصات كوفيد-19
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib