مملكة الخوف

مملكة الخوف

المغرب الرياضي  -

مملكة الخوف

بقلم - توفيق بو عشرين

صدمت وأنا أطالع مقاله في «الواشنطن بوست»، وتصورت في البداية أن هناك تشابه أسماء.. جمال خاشقجي ليس معارضا ولا حتى نقديا تجاه نظام الحكم في المملكة العربية السعودية، فكيف يوقع مقالا «ناريا» في أهم صحف الولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان: «السعودية بلغت حدودا لا تطاق في القمع». ع

رفت جمال منذ سنوات، التقينا في رحلات مهنية في القاهرة واسطنبول ولندن ونيويورك وأبوظبي… كان دائما يتحدث بلغة معتدلة عن بلاده، ودائما كان أمله في الإصلاح يتجدد تلقائيا مع تغير ملوك السعودية.

عندما كان رئيسا للتحرير في جريدة «الوطن»، كان رأسه مطلوبا من الوهابيين المتشددين، والتهمة: «هذا قلم ليبرالي». نعم، هذا الانتماء الذي يفتخر به الكتاب في العالم، يعد تهمة في مملكة آل سعود، حيث يبسط الحكام سلطتهم على الدولة، فيما يسيطر رجال الدين على المجتمع والثقافة والجامعة والإعلام والمساجد والمرأة في أرض الحرمين، حيث الدين يلعب دورا كبيرا في الحياة العامة.

جمال تحول، في ظرف أسبوع، من صحافي يدافع عن سياسة بلاده في القنوات الدولية، إلى ممنوع من الكتابة في جريدة الحياة المملوكة للأمير خالد بن سلطان، ومن مساعد لتركي الفيصل، مدير المخابرات السابق والسفير السابق في لندن وواشنطن، إلى معارض في أمريكا.

كل شيء وقع بسبب ثلاث جمل كتبها جمال في تويتر عن اعتقال 30 شخصية سعودية قبل أسبوعين، حيث كتب: «لا أصدق أن السلطات السعودية اعتقلت كل هؤلاء العلماء والمفكرين والكتاب في ليلة واحدة»… كتب جمال في «الواشنطن بوست» بيانه الأول كمعارض، وقال: «حين أتحدث عن الخوف والملاحقات والاعتقالات والتشهير بالمفكرين والقادة الدينيين الذين يجرؤون على التعبير عن آرائهم، ثم أقول إنني من السعودية، هل يخلّف ذلك صدمة لدى المستمع؟». ثم لا ينتظر جوابا من أحد، ليجيب هو، في ما يشبه يقظة ضمير: «تألمت قبل سنوات حين تم اعتقال مجموعة من أصدقائي. لم أقل شيئا حينها. لم أرد أن أخسر وظيفتي وحريتي. كنت خائفا على أسرتي. اتخذتُ قرارا مختلفا اليوم. غادرت وطني وأسرتي وعملي، وها أنا أرفع صوتي. أي اختيار غير هذا سيكون خيانة لمن يقبعون الآن في السجن. باستطاعتي الحديث، فيما كثيرون لا يستطيعون. أريد أن يعرف العالم أن السعودية لم تكن دائما كما هي اليوم. نحن السعوديون نستحق ما هو أفضل».

لم يفهم أحد إلى الآن لماذا أقدم ولي العهد الشاب، محمد بن سلمان، على اعتقال 30 شخصية فكرية وعلمية وإعلامية ودينية في يوم واحد، رغم أنهم جميعا بايعوه وأيدوا رؤيته المسماة 2030، ولم يعرف عنهم سوى نوع من الاستقلالية المحدودة عن قرارات ولي الأمر، كما يسمى في الأدبيات السعودية. إنهم إسلاميون أو قريبون من الإخوان، هكذا تقول وسائل الإعلام في مملكة آل سعود. لكن، هل هذه تهمة في السعودية التي توجد على رأس قائمة الدول المصدرة للنفط والتطرف؟ عن هذه التهمة يقول جمال: «أجد دائما انتقادات المسؤولين السعوديين للإسلاميين مضحكة، باعتبار أن السعودية هي أم الإسلام السياسي، بل وتصف نفسها بأنها دولة إسلامية في نظامها الأساسي للحكم، الذي يعد أسمى قانون بالبلاد.

تتفادى المملكة كلمة ‘‘دستور’’ لإحالتها العلمانية، وتقول، في الغالب، إن القرآن هو دستورها». هكذا يصنع نظام سلطوي مغلق من أصدقائه أعداء، ومن صحافييه معارضين، ومن مواطنيه مهجرين، ومن رعاياه لاجئين في أمريكا التي تنشر صحفها للخاشقجي انتقاداته الحادة لإدارة ترامب، في حين تقدم الرياض على منعه من ذلك حتى في مدونته الشخصية على تويتر.

يبدو أن ترامب صارت شعبيته لدى حكام الخليج تفوق شعبيته لدى ناخبيه في أمريكا. يحتاج المرء إلى ابتلاع كمية كبيرة من حبوب الهلوسة لكي يعرف كيف يفكر النظام السعودي، وكيف يتصور أن له رؤية لـ2030 وهو يعيش في القرون الوسطى، ويتخذ من إشاعة الخوف والرعب بين الناس أسلوبا في الحكم. يخوض بيت الحكم السعودي أربع حروب في توقيت واحد، وعلى جبهات متفرقة. هناك حرب في اليمن ستدخل سنتها الثانية، وعنوانها هو «استنزاف» القوة، حيث تصرف السعودية، حسب أقل التقديرات، أكثر من 400 مليون دولار في الشهر على حرب اليمن، وتخوض الرياض حربا أخرى على قطر، حيث تحاصرها مع الإمارات والبحرين جوا وبرا وبحرا، ولا يبدو أن العالم مقتنع بجدوى هذا التصعيد ضد دولة جارة. فحتى في زمن الحرب لا يحدث كل هذا الحصار في مجتمع الدول.

وتخوض الرياض حربا ضد إيران، في محاولة لاستعداء واشنطن عليها، بعدما كسب الملالي معارك كثيرة في العراق وسوريا ولبنان واليمن، أما الحرب الرابعة فمع أجنحة الأسرة الحاكمة، الذين لم يبلعوا بعد الطريقة التي جرى بها إسقاط محمد بن نايف من ولاية العهد، ووضع الرجل الثاني في المملكة في الإقامة الجبرية… هكذا تفتح الرياض جبهات كثيرة، لكن أخطرها الجبهة الداخلية التي لن تظل محكومة بسياسة الرعب والسجن.

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مملكة الخوف مملكة الخوف



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 11:17 2012 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يؤكد عدم تخليه عن حمدي في محنته خلال حفل الرواد

GMT 22:56 2017 الإثنين ,28 آب / أغسطس

البزغودي لاعب الجيش يخضع لفحوصات طبية

GMT 15:33 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

أولاس يشيد بفريقه قبل مواجهة شاختار دونيتسك الأوكراني

GMT 10:19 2022 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

وليد الركراكي يرُد على منتقديه بسبب عبد الرزاق حمدالله

GMT 05:44 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد النني يُهدي الشيخ مشاري راشد العفاسي قميص أرسنال

GMT 22:45 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبات غولف «أرامكو» في مواجهة الإعلام بجدة

GMT 08:27 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحدى مانشستر سيتي اليوم في الدوري الإنكليزي

GMT 21:10 2022 الأحد ,22 أيار / مايو

كريم بنزيمة يثير الجدل بعد قرار مبابي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib