هل سنتخلص من الانتخابات المخدومة

هل سنتخلص من الانتخابات المخدومة؟

المغرب الرياضي  -

هل سنتخلص من الانتخابات المخدومة

توفيق بو عشرين

عندما كتبت قبل أسبوعين في هذا الركن أن هناك ما يبعث على القلق في الانتخابات الجماعية المقبلة، وأن لاءات وزير الداخلية في البرلمان تهدد سلامة العملية الانتخابية برمتها
 (لا لوضع لوائح انتخابية جديدة بناء على بطاقة التعريف الوطنية، لا لتغيير نمط الاقتراع الحالي رغم أنه يبلقن الخريطة السياسية ويشجع على استعمال المال ونفوذ الأعيان، لا لمراجعة التقطيع الانتخابي رغم أنه يكرس الحيف السياسي)، اعتبر البعض هذا التشخيص حكما مسبقا على انتخابات لم تجر بعد، وأن وزير الداخلية قدم مقترحات فقط، وأن الأمور لم تحسم بعد. كنت أتوقع أن كلام محمد حصاد في البرلمان سيغضب جزءا من الحكومة وجزءا من المعارضة، وأن وزير الداخلية لم يحسب جيدا خرجته في البرلمان، وهو بذلك سيخسر جزءا من أوراقه الانتخابية، وكذلك حصل. سحب عبد الإله بنكيران الإشراف السياسي على المشاورات حول الانتخابات مع الأحزاب السياسية من الداخلية بتوافق مع القصر.. لأول مرة نرى أن رئيس الحكومة يترأس اجتماعا مع الأحزاب حول الانتخابات. الذي كان يقع مع الوزراء الأولين السابقين أنهم كانوا يسلمون ملف الانتخابات لوزارة الداخلية ويرجعون إلى الخلف. رأينا عباس الفاسي، مثلا، يجلس مثل أي رئيس حزب في اجتماع وزير الداخلية السابق وكأنه لا يقود حكومة ولا يتوفر على أغلبية في البرلمان، ويقبل بأن تعد الداخلية التصور السياسي والتقني والقانوني للانتخابات وكأنها حكومة داخل الحكومة...
هذا لا يعني أن أمر الإشراف على الانتخابات انتهى، فقط لأن بنكيران اجتمع مع الأحزاب السياسية وطلب منها أن تمده هو، وليس وزارة الداخلية، بمقترحاتها وتصورها للانتخابات المقبلة، مازالت المعركة لم تحسم بعد، والجزء الأكبر فيها يوجد في القوانين وفي الميدان. سجل بنكيران نقطة، واستطاع أن يقنع شركاءه بأن ملف الانتخابات سياسي وليس تقنيا فقط، وأن الأغلبية لديها ما تقوله في القوانين الانتخابية، ولا يعقل أن تتنازل لوزارة الداخلية عن ملف حساس مثل هذا، وأن ربط المسؤولية بالمحاسبة يقتضي من الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها في الإعداد لانتخابات تليق بمغرب الدستور الجديد وشعارات محاربة الفساد والتحكم والقطع مع الانتخابات المخدومة، على حد تعبير امحمد بوستة.
ما هي مشكلة الانتخابات المقبلة؟ المشكلة تكمن في ما إذا كانت الدولة ستقبل أن تكون محايدة هذه المرة أم لا، وبالتبعية، هل تقبل الدولة أن تنظم انتخابات تعبر عن آراء وميولات الناخب بعيدا عن تأثير الإدارة والمال والأعيان أم لا؟ هل للدولة تصور معين لنوع الخريطة المقبلة أم لا؟ هل نقبل في المغرب أن نترك للصناديق الكلمة الأولى والأخيرة أم لا؟
لا يعرف الكثيرون أن 80 في المائة من التزوير الذي يطال الانتخابات لا يتم يوم الاقتراع ولا أثناء الفرز، بل شهورا قبل ذلك عندما نضع القوانين والمراسيم والقرارات التي تهم العملية الانتخابية.
سنكتشف في الانتخابات الجماعية المقبلة ما إذا كان بنكيران وعبد الله بها قد نجحا في كسب رهان التطبيع مع الدولة أم لا، وما إذا كانت نظرية التعاون عوض الصراع ستشتغل أم ستتعطل أمام انتخابات جماعية برهانات كبرى سياسية وتدبيرية ومجالية، خاصة في ظل قانون جديد للجهة وصلاحيات أكبر لممثلي السكان على حساب ممثل الداخلية في الجهات والأقاليم والعمالات والمدن والجماعات. لا أحد لديه أوهام كبيرة بأن الانتخابات المقبلة ستجرى كما لو أننا في سويسرا أو كندا أو الدانمارك، أبدا، نحن نعرف «خروب البلاد»، لكن لا بد من تحقيق اختراق جدي في العقل الانتخابي للدولة، وإقناعها بأنها ليست خصما لأحد، بل وليست طرفا في المعركة، وأن جميع الأحزاب سواسية، وأن لعبة التوازن بين الأحزاب لعبة متجاوزة، وأن الرهان اليوم هو على الأحزاب القوية التي تستطيع أن تلعب دور التأطير والتسيير والتدبير العقلاني للشأن المحلي، لا الأحزاب التي تجيش الأعيان والشبكات الزبونية والمصالح الفردية من أجل سرقة أصوات الناس حتى لا تذهب لآخرين يعتقد البعض أنهم خطر على مصالح الدولة.. هذه لعبة خطيرة تمس الاستقرار ولا تضعف الخصوم.
هل سيبقى خطاب الإصلاح محصورا في الرباط أم سينزل إلى القرى ومدن الهامش وأقاليم المغرب غير النافع؟ هل سيرى الناس ثمار الربيع المغربي في حياتهم اليومية من خلال بروز نخب جديدة ومجالس جديدة وعقليات جديدة وإدارة جديدة للشأن المحلي، أم إن الأعيان وأحزابهم سيسطون مرة أخرى على آلاف المجالس الجماعية، وسيقولون للشعب إن دار لقمان مازالت على حالها...

GMT 08:06 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

طوق النجاة لمباحثات الخرطوم

GMT 08:03 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

من قراءات الأسبوع

GMT 07:46 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 07:44 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

عيون وآذان (محمد بن زايد يعرف مصالح الإمارات)

GMT 07:42 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

قراءة نيابية في الموازنة قبل المجلس الدستوري

GMT 07:40 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الإيماءات الدبلوماسية لن تحل المشكلة الإيرانية

GMT 07:38 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إرهاب إسرائيلي يؤيده ترامب)

GMT 07:36 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

سعد الحريري ورفض الأمر الواقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل سنتخلص من الانتخابات المخدومة هل سنتخلص من الانتخابات المخدومة



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 04:49 2018 الأربعاء ,07 آذار/ مارس

إصابة لاعبة جمباز صينية خلال إحدى البطولات

GMT 14:32 2015 الخميس ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب "البايرن" فرانك ريبيري يؤكد عودته للملاعب قبل 2016

GMT 22:54 2017 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

الفتح يطير إلى تونس لمواجهة الصفاقسي

GMT 00:30 2015 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

جون توشاك يؤكد أن هدف "القنيطري" صعب من مهمة "الوداد"

GMT 16:54 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

رجال "طائرة الأهلي" يخوضون التدريبات على فترتين

GMT 01:23 2014 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

شوقي السعيد يكشف أسباب خلافه مع إدارة "الإسماعيلي"

GMT 20:06 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

إدارة الوداد تصدم لاعبها رشيد حسني
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib