بوركابي

بوركابي

المغرب الرياضي  -

بوركابي

جمال بودومة

«يوم الثلاثاء 1 مارس 2016 الموافق لـ21/ 5/ 1437 على الساعة التاسعة بتوقيت مكة المكرمة يلقي المدرب فهد الأحمدي في الأكاديمية السعودية للتدريب والاستشارات محاضرة تحت عنوان: هل المرأة إنسان؟» هذه ليست نكتة، بل ندوة جدية ينظمها أشقاؤنا السعوديون، يجري تداول ملصقها على وسائل التواصل الاجتماعي، بمناسبة 8 مارس. هل المرأة إنسان؟ تمنيت لو أحضر هذا اللقاء الخطير كي أتأكد إن كانت إنسانا أم مجرد حيوان أو شيطان أو عفريت أو تمساح، مع تحياتنا الحارة لعبد الإله بنكيران، الذي تحول بـ180 درجة في علاقته بالنساء بعد أن أصبح رئيساً للحكومة، وبات من أكثر رجال السياسة أناقة في التعامل مع الجنس اللطيف، كما تدل على ذلك لقاءاته وأحاديثه التي تفيض بالـ«گالانتري»، وآخرها الترحيب الأنيق الذي خَص به نجوى كوكوس، الكاتبة العامة لشبيبة «البام»، بمناسبة استقبال رؤساء شبيبات الأحزاب. كانت نجوى الفتاة الوحيدة وسط حشد من «بوركابي»، مما جعل رئيس الحكومة يجلسها جنبه ويمنحها هدية، ويظهر مثل «جنتلمان» من العصر الرومانسي، خصوصا أن كوكوس تمثل حزبا يعد الأشرس بين خصوم «العدالة والتنمية». لقد استطاع بنكيران أن يتخلص من صورة «بولحية» المناهض للمرأة، التي طاردته سنوات طويلة، بسبب المشادة التي نشبت بينه وبين مصورة من القناة الثانية، احتج على لباسها غير المحتشم، أيام كان منسوب «الأخلاق» مرتفعا في خطاب «المصباح»، قبل أن يتخلصوا من كميات وافرة منه بعد أن وصلوا إلى الحكومة وفهموا أنك «لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء»، وأن دورهم كحزب سياسي هو اقتراح برامج سياسية لتدبير الشأن العام، لا التحكم في لباس العباد وماذا يشربون وأين يسهرون. «الراس اللي ما يدور كدية»، ويمكن اليوم أن ننتقد رئيس الحكومة كيفما شئنا، لكن لا أحد يمكن أن يشكك في تحوله إلى «جنتلمان» أنيق يتقن فن «الگالانتري». وإذا كان بنكيران تغير فإن فئات واسعة من المجتمع مازالت تعتبر المرأة كائنا ناقصا و«ضلعة عوجة». الامتيازات التي يحظى بها الذكور في المجتمعات المتخلفة تجعلهم متضامنين ضد النساء، ولسان حالهم يقول: «هذا ما وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا». بعد أكثر من عقد على دخول «مدونة الأسرة» حيز التنفيذ، مازال هناك من لا يستطيع التفوه بكلمة امرأة دون أن يتبعها بـ«حاشاك»، ومازالت النساء يتعرضن للعنف ولأحط أنواع الشتائم والمعاكسات في الشارع وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. ما تحقق ليس كافيا أبدا. تمثيلية المرأة في المؤسسات المنتخبة وفي الإدارات العمومية مازالت دون المستوى.صحيح أن بسيمة الحقاوي لم تعد وزيرة يتيمة في الحكومة، لكننا بعيدون عن المناصفة، التي ينبغي أن تصبح قانونا، كما في البلدان التي تحترم نساءها. القوانين في المغرب مازالت تراوح مكانها، والنساء مازلن «ناقصات عقل ودين»، ومازال «بوركابي» يستعرض عليهن عضلاته كل يوم… ولكن «شي احسن من شي». وبالعودة إلى طرائف من يسمون أنفسهم بـ«الدعاة»، اكتشفنا مؤخراً سبب كثرة النساء في البلدان الإسلامية، بفضل واحد من هؤلاء الجهابذة، الذين يملكون وجوها تصلح لكسر اللوز ولحية تنفع في «تشطاب» الشارع. الأمر طبعا يتعلق بـ«مؤامرة غربية»، لأن الدول «الكافرة» تصدر للمسلمين لحوما تدس فيها «مادة تقتل لدى الرجل والمرأة الجينات المنوية الذكورية» كي يصبح عدد النساء أكثر من الرجال في بلاد المسلمين. الله أكبر.في غضون ذلك يبقى السؤال مطروحا: هل المرأة إنسان؟ معاذ الله. إنها مجرد كائن حي في أحسن الفروض. كلب أو قط أو حصان أو جمل، لا يصلح إلا للركوب والصفع والضرب بسبب أو من دونه. المرأة ليست إنسانا في الخليج، لذلك لا تقود السيارة ولا تظهر وجهها ولا تختلط بالرجال ولا تشارك في الحياة السياسية، وحتى عندما سمح للنساء بالترشح في الانتخابات المحلية التي جرت مؤخراً في السعودية، لم يكن من حقهن أن يعقدن تجمعا جماهيريا يتحدثن فيه أمام الناخبين لإقناعهم بالتصويت عليهن، لأن أصواتهن عورة، والبلاد كلها في الحقيقة عورة، «وما كاينش شي اعور قد هاداك بوركابي اللي ناشر لحيتو فالتلفزيون وطالق السلوگية على عباد الله»!

GMT 08:06 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

طوق النجاة لمباحثات الخرطوم

GMT 08:03 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

من قراءات الأسبوع

GMT 07:46 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 07:44 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

عيون وآذان (محمد بن زايد يعرف مصالح الإمارات)

GMT 07:42 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

قراءة نيابية في الموازنة قبل المجلس الدستوري

GMT 07:40 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الإيماءات الدبلوماسية لن تحل المشكلة الإيرانية

GMT 07:38 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

عيون وآذان (إرهاب إسرائيلي يؤيده ترامب)

GMT 07:36 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

سعد الحريري ورفض الأمر الواقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوركابي بوركابي



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 11:17 2012 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يؤكد عدم تخليه عن حمدي في محنته خلال حفل الرواد

GMT 22:56 2017 الإثنين ,28 آب / أغسطس

البزغودي لاعب الجيش يخضع لفحوصات طبية

GMT 15:33 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

أولاس يشيد بفريقه قبل مواجهة شاختار دونيتسك الأوكراني

GMT 10:19 2022 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

وليد الركراكي يرُد على منتقديه بسبب عبد الرزاق حمدالله

GMT 05:44 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد النني يُهدي الشيخ مشاري راشد العفاسي قميص أرسنال

GMT 22:45 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبات غولف «أرامكو» في مواجهة الإعلام بجدة

GMT 08:27 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحدى مانشستر سيتي اليوم في الدوري الإنكليزي

GMT 21:10 2022 الأحد ,22 أيار / مايو

كريم بنزيمة يثير الجدل بعد قرار مبابي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib