ماذا تقول الريح عندما تصفر ألحان بوب ديلان

ماذا تقول الريح عندما تصفر ألحان بوب ديلان؟

المغرب الرياضي  -

ماذا تقول الريح عندما تصفر ألحان بوب ديلان

بقلم : عبد الحميد الجماهري

هل يحق لي أن أدندن، مع بوب ديلان أغنيته الشهيرة
ومثله أقول:
كم من طريق علي أن أقطع 
لكي أكون أنا؟
وكم طريق يقطعها 
الانسان لكي يشبه الإنسان
بدون أن يثير ذلك تساؤلات عن التأويل الفعلي لما اخترته من أغنية؟
هل يحق لي، أن أغني مثلما يغني الحائر لحن الحائز على «نوبل» …
أغنية تصفر بها الريح
وتمد اليد إلى باب الجنة
وتطرق بالمستحيل ….
هل لي أن أغني، بدون أن أتهم بأنني أهرب النقاش من التباس المرحلة، من ظلال الأزمات الى «حمامة بيضاء، عليها أن تقطع بحارا قبل أن تنام فوق الرمال»….
لا جواب إلا بما تصفر الريح..
هل لي أن أنوّم السحر في الاغنية، الى أن تستجيب المرحلة لسؤالها المفخخ بالدهشة: كم مرة على الإنسان أن ينظر الى الأعلى 
قبل أن يرى السماء؟
..
قد يقول الأدباء إن الجائزة أضاعت من أرستقراطية الخيال لفائدة القيثارة
وقد يقول عشاق الكلاسيكيات الأدبية إن الغنائية المنبوذة في نثرية العالم اليوم ، قد ثأرت لنفسها، في شخص المغني، لا في شخص الشاعر
وفي التروبادور 
لا في شخص الأدب..
غير أن بوب ديلان لم يكن وحده في هذه الرحلة التي تعتمد على الجسد- صوتا أو قيثارة أو حركات - في نزول نوبل إلى نثرية الحياة اليومية، باسم الالتزام الذي أعطى الانسان إنسانية خارج الحدود المسطرة للأدب الرفيع…
المسرحي الذي رحل، رجل الخشبة، داريو فو، رحل في تزامن مع خروج نوبل عن تعاليها، للمرة الثانية لكي تنزل بين يدي المغني، بوب دايلان.
هو أيضا لم يدَّعِ أنه كتب نصوصا منذورة للخلود، قد يغري نَفَسُها بوحي التأويل.
كما لو أنه نقل إليها العدوى، عدوى الارتجال، الذي فتح فيه شعبة للعبقرية.
الفن الملتزم ضد الفاشية الجديدة إذ وصلت، في مسرحيته «الملائكة لا تلعب البلياردو»، أثار غضب الكنيسة …
وإذا كان الفاضل ديلان، لم يخرج من صوته، على عكس «داريو»، الذي غادر الاذاعة الى المسرح. 
وإذا كان ديلان، هو الإقامة في الصوت وصوت الموسيقى، وصوت الصراخ، فإنهما معا وجدا في قضية الانسان أمام آلات السحق، خيطا ذهبيا في صناعة الحس البشري..
لهذا لا تبدو «نوبل» في حالتها إلا كاحتفال بالجسد- المسرحي عند داريو فو - أو بالجسد وامتداده في القيثارة عند بوب ديلان..
هي إقامة تكاد تكون إشكالية للأدب الملتزم في قلب التتويج الأكبر فوق الأرض.. سوى ما تتيحه المخيلة من حيوية الجسد، وهو فوق الخشبة أو هو في ترانيم الأغنيات..
ليس مهما في تقديري ما تقوله «نوبل» عن نفسها وهي تحمل أكاليل الغار الى الكوميدي أو المغني، بل يهم أن الالتزام البسيط يمكنه أن يكون ….موضع تقدير كوني.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا تقول الريح عندما تصفر ألحان بوب ديلان ماذا تقول الريح عندما تصفر ألحان بوب ديلان



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 11:17 2012 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يؤكد عدم تخليه عن حمدي في محنته خلال حفل الرواد

GMT 22:56 2017 الإثنين ,28 آب / أغسطس

البزغودي لاعب الجيش يخضع لفحوصات طبية

GMT 15:33 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

أولاس يشيد بفريقه قبل مواجهة شاختار دونيتسك الأوكراني

GMT 10:19 2022 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

وليد الركراكي يرُد على منتقديه بسبب عبد الرزاق حمدالله

GMT 05:44 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد النني يُهدي الشيخ مشاري راشد العفاسي قميص أرسنال

GMT 22:45 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبات غولف «أرامكو» في مواجهة الإعلام بجدة

GMT 08:27 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحدى مانشستر سيتي اليوم في الدوري الإنكليزي

GMT 21:10 2022 الأحد ,22 أيار / مايو

كريم بنزيمة يثير الجدل بعد قرار مبابي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib