مرحبا دولة الظل

مرحبا دولة الظل..!

المغرب الرياضي  -

مرحبا دولة الظل

بقلم : عبد الحميد الجماهري

يستفاد من المواقف السياسية التي عبر عنها الأستاذ عبد الإله بنكيران، في نهاية الأسبوع المنصرم أمام شبيبة حزبه، أنه قد صارت لنا دولة الظل!
وقد عبر رئيس الحكومة، عن ذلك، بالقول إن هناك «دولة حقيقية يرأسها الملك محمد السادس «وهناك الدولة» التي لا ندري من أين تأتي قراراتها ولا من أين تأتي تعييناتها».
وبذلك سيكون تطور - أو تحول - مؤسساتي وسياسي قد حصل في المغرب، فانتقلنا من حكومة الظل، ذلك المفهوم الذي أطر النقاش السياسي في المغرب طيلة التجارب السابقة عن سنة 2012، إلى «دولة الظل» التي تعيش بنفس القوة ونفس القدرة المؤسساتية التي تملكها «دولة محمد السادس الحقيقية»..
قد نخلص إلى القول بسهولة الى أن دولة الظل هي الدولة العميقة كما تَبيَّأتْ في الحقل التداولي والسياسي والإعلامي المغربي..
لكن الأستاذ عبد الإله بنكيران، لم يختر هذا المفهوم، ولا استأنس به لتقريب فكرته عن وجود مركز قرار بنفس القوة - إن لم يكن أكثر - من الدولة التي يرأسها محمد السادس..بل شاء لها أن تكون دولة قادرة على أن تأتي قراراتها وتعييناتها من المجهول، أي لا تستمد شرعيتها في القرار وفي التعيينات من شرعية محمد السادس، الملك وأمير المومنين ورئيس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية …إلخ.
ويحدد الأستاذ عبد الإله بنكيران، وهو يوجد في قمة الدولة «الحقيقية» إلى جانب محمد السادس مصيرها بمصير حزبه في الانتخابات..
دولة الظل والمجهول..قد تعصف بحزبه، ولكنها قد تعصف بدولة الملك محمد السادس!
ويمكن، في الاحتمال البلاغي أن نفهم أن دولة الظل ولدت بعد أن أصبحت حكومة الظل في خبر كان! 
وقد تزامن ذلك مع وصول الأستاذ عبد الإله إلى الحكومة وتسييرها لمدة خمس سنوات تباعا.
هل نفرح لذلك أم نتشاءم؟
في الواقع ،ليس المهم ما يقترحه المزاج على السياسة من مواقف، بقدر ما أن الأطروحة جاءت من رئيس الحكومة، ومن الحزب الأول في البلاد ، الذي ينتظر تكريس انتصاراته في الانتخابات القادمة..وينزعج من «أي ارتباك في المسار بطريقة غير مشروعةَ».
أي «الانقلاب» على المسار الديمقراطي بطريقة غير مشروعة تمنح النصر لغيره، أي ممثل الدولة غير الرسمية، دولة لا يرأسها محمد السادس..
لهذا الكلام وزْنُه … رصاصا.
ولهذا الكلام وزنه حيرة …….
بنكيران ….يقول بالوضوح إنه خائف من الانقلاب على المنهجية الديموقراطية في الاقتراعات..القادمة.
ويقول بأن المصير قد حسم أو في طوره لذلك..
في الحقيقة يمكن تقديم التحية لرئيس الحكومة، الذي يُعرِّف الدولة المغربية من جديد..
والنزاهة الأدبية تدفع إلى الإقرار بشجاعة خروجه من القاموس «الأملس» الذي راكمته السياسة المغربية في الحديث عن شؤون الدولة، ومغامرته بأطروحة كاملة عن الدولة -الظل التي تعد للخروج عن المسار الديمقراطي، ضدا على الملك وعلى الشعب..
وسيكون قد وضع نفسه في التزام سياسي وأخلاقي يلزمه بالتوضيح أكثر، وبالحديث المباشر إلى الشعب المغربي ونخبه حول التغير المفاجئ في سلاسة السياسة ببلادنا..!
كذلك، من الوارد جدا أن التناسل في التحليلات سيفرض نفسه ولا شك، بتناسل الأسئلة التي يفيض بها الأمر: ألم يكن من الأجدر انتظار إجراء الانتخابات، حتى يتبين بالملموس، مآل المسار الديمقراطي؟
هل يمكن الاحتجاج على الخروج عن المسار الديمقراطي، الذي كرسه الدستور، والنتائج لم تعرف بعد؟..
ألا يعتبر هذا خروجا إلى الشارع قبل الاحتكام إليه في تحديد النتائج؟..
وعندما يتكلم رئيس الحكومة، فكلامه ليس كلمات عابرة في زمن عابر، بل هو جِردةُ حساب عن الممارسة السياسية في البلاد، وتوقع من أعلى هرم الدولة لما ستصير عليه، أو هو، على الأقل، أحد سيناريوهات المآل.. الذي ينتظرها!
2 - الواضح أن التحكم، «تلك العبارة الحمالة للأوجه» كلها للتدخل في المغرب، أصبح له مقره! و لكن عندما يضعه رئيس الحكومة على جانب الملك، والمؤسسة الملكية، تجره قيادة الاستقلال إلى مركزها.
وقد فجر الزميل عبد لله البقالي، خلفية ما ورد في البيان القوي والشديد اللهجة للحزب الوطني الأول ببلاغة الدبلوماسية السياسية التي تعودناها، وتساءل هل المؤسسة الملكية طرف في هذا التحكم وهل هي مصرة على أن تكون طرفا في النزاع السياسي داخل البلد؟
وهي أسئلة، قد لا تختلف من حيث الهدف عن تعبيرات التوجسات التي عبر عنها بنكيران بـ «الحماق» الذي قد يتسبب في «الخروج عن المشروعية» بإرباك المسار الديمقراطي.
لا أحد سيكون سعيدا أو متفائلا من الخروج عن المنهجية الديمقراطية في الاحتكام إلى صناديق الاقتراع..
ولا أحد سيكون أيضا ساذجا إلى حد افتراض وجود دولة إلى جانب دولة محمد السادس..قادرة على تفصيل هذه المنهجية على مقاس محدد، بدون أن تهدد الدولة والمؤسسة المركزية فيها..
ولا أحد يستطيع أن يضع الذي يجري، في خانة الانتخابات، لأنه خطير وخطير وخطير للغاية، وللعالم أن يقدم من بعد قراءاته ومواقفه من دولة يشعر فيها رئيس الحكومة، أنه سيكون ضحية التحكم السياسي، وأن الملك فيها بالرغم من كل السلطات عاجز عن معرفة مصلحته أو معرفة مصلحة بلاده.
للأستاذ عبد الإله بنكيران حسنة كبيرة في أن فجر هذا النقاش، بالواضح لا بالمرموز، وربما له حسنة أخرى في أنه أخرجه من دهاليز الحكم، ورماه في بحيرات الشارع العام.. لتجاوز «الإطار المغلق الذي مر فيه» …
لكن يبقى أن من المنزلقات الممكنة أن يقع «سوء استعمال الملكي ...

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرحبا دولة الظل مرحبا دولة الظل



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 11:17 2012 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يؤكد عدم تخليه عن حمدي في محنته خلال حفل الرواد

GMT 22:56 2017 الإثنين ,28 آب / أغسطس

البزغودي لاعب الجيش يخضع لفحوصات طبية

GMT 15:33 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

أولاس يشيد بفريقه قبل مواجهة شاختار دونيتسك الأوكراني

GMT 10:19 2022 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

وليد الركراكي يرُد على منتقديه بسبب عبد الرزاق حمدالله

GMT 05:44 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد النني يُهدي الشيخ مشاري راشد العفاسي قميص أرسنال

GMT 22:45 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبات غولف «أرامكو» في مواجهة الإعلام بجدة

GMT 08:27 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحدى مانشستر سيتي اليوم في الدوري الإنكليزي

GMT 21:10 2022 الأحد ,22 أيار / مايو

كريم بنزيمة يثير الجدل بعد قرار مبابي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib