الملك والشعب…والآخرون
أخر الأخبار

الملك والشعب…والآخرون !

المغرب الرياضي  -

الملك والشعب…والآخرون

بقلم : المختار الغزيوي

مهما كانت قوة الكلمات التي ستحاول وصف الخطاب الملكي القوي لعيد العرش، فإنها ستظل عاجزة عن إشفاء الغليل، وعن العثور على التوصيف الحق لهذا الخطاب/الحدث حقا .

توقيت الخطاب كان أولى المفاجآت إذ اختار جلالة الملك في تصرف رمزي عميق استباق يوم الخطاب العادي لكي يوصل جلالته إلى شعبه أن انتظارات الناس تقابلها استجابة ملك، وأن جلالته هو الآخر متشوق للحديث مع شعبه ومكاشفته حول عديد الأمور، مثلما عبر الشعب عن تشوقه للإنصات لرأي جلالة الملك، ولحديثه عن كل مايجري في البلد بين مختلف الفرقاء

ثاني تميز في الخطاب لغته القوية، والحاسمة، والبعيدة تماما عن الإرضاء السياسوي لأي كان. هذا خطاب ملكي يتحدث مع شعب في لحظة جد مهمة من تاريخ البلد، ولغته يجب أن تكون بأكبر قدر من الوضوح ومن الصرامة، ومن الحدة مع النفس ومع الآخرين، لئلا يقال ذات يوم إن الجميع صمت، أو الجميع جبن أو الجميع اختفى

مرة أرى كان جلالة الملك فوق هذا الصراع الحزبي الصغير الذي نراه بأعيننا، ونلمس آثاره يوميا نحن الشعب، وارتقى إلى لحظة قولها مباشرة لكل من فكروا في الإضرار بالوطن فقط للحفاظ على مصالحهم الصغيرة العابرة: إذهبوا بعيدا عنا، فنحن شعب وملك هذا البلد سنحمي هذا البلد وكفى

نقط التميز الأخرى كثيرة في الخطاب، أهمها أن يشرح الملك لشعبه سر الحديث بتلك اللغة، وأن يبوح بمكنونه الداخلي سائرا على نهج استمر ثانية عشر سنة قواه ألا يخفي على الشعب شيئا وأن يقول الحقيقة وإن كانت قاسية مؤلمة جارحة، لكنها في النهاية الحقيقة.

الآن يأتي السؤال لمابعد الخطاب، ولكيفية تلقي من تلقوا كل تلك الصفعات للغة الخطاب ولرسالته وطريقة تفاعلهم معها.

الآن الشعب هو الذي سيطبق كلام الملك وسيقول لهؤلاء "كفى"، فماعاناه المغرب ومادفع ثمنه جراء اللعب الصغير التافه، المصلحجي لبعض من هاته الزمرة الفاسدة لا يمكن أن يستمر، والمغرب يجب أن يبقى فوق الجميع، وتلك هي الكلمة الفصل في هذا الموضوع كله، وماسيأتي فيما بعد لن يفعل إلا أن يؤكدها بكل اختصار.

هاته "الكفى" التي رفعها الملك في وجه هؤلاء يوم السبت رفعها الشعب قبله في كل المناسبات التي أتيح له التعبير فيها عن رأيه. رفعها في وجه أحزاب سياسية أمامها وقت طويل لكي تقنع الناس أنها أحزاب سياسية حقيقية. ورفعها في وجه منتخبين وساسة كانوا دائما قادرين على إخلاف كل المواعد مع ناخبيهم، ورفعها في وجه مسؤولين عدة كان السؤال على لسان الشعب مستمرا وأبديا "واش ماكيحشموش؟". جلالته قالها في الخطاب وسأل هؤلاء "ألا تخجلون؟" معبرا بلسان الناس عما يخالج مشاعر الناس الفعلية…

ولأن من أبناء الناس من يحمي الناس فإن تلك الإشارة القوية في الخطاب إلى دور أهلنا وأبنائنا من حماة الوطن وأمنه كانت ضرورية وأساسية، لأن الكل يعرف أن الدور الحاسم الذي يلعبه هؤلاء في السهر يوميا على حماية كل شبر من هذا البلد، هو دور مقدس وعظيم، وإطلاق ألسنة عليهم في مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها من أماكن الثرثرة الفارغة الهدف واضح منه، وهو إضعاف دور هؤلاء تدبيرا لما لانعلمه من مخططات، لذلك كانت الكلمة الملكية واضحة: الإشادة بالدور، والتذكير أن هروب مؤسسات الوساطة من المواجهة الحضارية هو الذي جعل المواطنين يواجهون رجال الأمن في الحسيمة أو غيرها

ثم كانت تلك الكلمة الأساس: ربط المسؤولية بالمحاسبة، وعلى مايبدو وصلنا مرحلة ضرورة رؤية آثارها مجسدة في المحاكم والسجون، لأن بعض الوجوه تصلح إما للمحاكم وإما للسجون، وهي قطعا لاتصلح لتدبير أمر الناس واللعب بهذا التدبير. بل أكثر من هذا يمكن القول بإطمئنان إن عددا من شباب "الحراك" ممن لم يتورطوا في عنف أن اتصال مع طرف أجنبي أو غيره مما يجرمه القانون، من الحرام أن يكونوا في السجن وأن يكون بعض من هؤلاء المسؤولين طلقاء يعربدون على الشعب ولا يحسون بطرفة خجل أو حياء، ولا بوخزة ضمير وهم يرون انعكاس لامسؤوليتهم وعدم اشتغالهم على معيش الناس اليومي.

يوم السبت الفارط كنا قرابة الأربعين مليون مغربية ومغربي، متعلقين بشاشات تلفزيوننا، أو بمذياع سياراتنا أو العربات التي نركبها أو بحواسيبنا وهواتفنا النقالة، نتطلع لما سيقوله الملك، ونعرف أن هذا الملك لن يخيب آمال هذا الشعب، فحكاية ثورة الملك والشعب ليست حكاية تاريخية ترويها لنا الجدات قبل النوم.

تلك الحكاية واقع كتب قبل الزمن بزمن طويل، قال لنا إن القدر في هذا البلد أن نكون معا لأجل تخليص وطننا من هؤلاء الذين لايريدون به ولا له خيرا…

حمى الله المغرب العظيم.

 

GMT 04:54 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

ماذا بعد إقالة العماري؟

GMT 04:48 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

سورية كما عرفتها وأحببتها

GMT 04:39 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

الناصريون وجمال عبدالناصر

GMT 04:33 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

مشروع جديد لقتل السياسة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملك والشعب…والآخرون الملك والشعب…والآخرون



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 16:17 2019 الإثنين ,25 آذار/ مارس

تستعيد القدرة و السيطرة من جديد

GMT 14:35 2023 الأربعاء ,10 أيار / مايو

صلاح يستغنى عن قميص ليفربول في إعلان جديد

GMT 20:58 2023 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

مستقبل غامض لحارس الرجاء البيضاوي

GMT 16:09 2023 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

تأجيل مباراتى نصف نهائى كأس السوبر السعودي 24 ساعة

GMT 00:55 2022 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

منتخب فرنسا يصل إلى النهائي الرابع في تاريخه بكأس العالم

GMT 18:26 2022 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

ليفربول يعلن رحيل مينامينو إلى موناكو الفرنسي

GMT 07:30 2021 الأربعاء ,28 إبريل / نيسان

البطولة الاحترافية للقسم الثاني برنامج الدورة 20

GMT 17:30 2021 الأربعاء ,10 آذار/ مارس

الرجاء يدعم لقجع لعضوية مجلس الـ"فيفا"

GMT 07:15 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

سفيان رحيمي يؤكد أن المنتخب المغربي قدم مباراة كبيرة

GMT 20:32 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

الكابتيانو حسام غالي يعلن إصابته بفيروس كورونا
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib