سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

المغرب الرياضي  -

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا

بقلم : المختار الغزيوي

اغتاظ السيد محمد نجيب بوليف لأن الإعلام المغربي اهتم بصعود «مي عيشة» إلى أعلى «البوطو» في الرباط احتجاجا عوض أن تهتم صحفنا وقنواتنا التلفزيونية والإذاعية بذكرى الإسراء والمعراج.

وعاب علينا الوزير أننا لم نعط الذكرى قيمتها الحقيقية وأننا بخسناها قدرها وذهبنا للاهتمام بحال امرأة تسلقت عمودا مثلما كتب في فيسبوكه ذات نزق غير مفهوم منه بالفعل.

السيدة المسنة التي لم تجد وسيلة لإيصال مظلمتها سوى ماقامت به مما أدهش المغرب كله، لم تكن تعتقد أن الرحمة غادرت قلب السيد الوزير إلى غير رجعة، إلى الحد الذي يجعله يسخر مما قامت ويعتبرها مجرد «امرأة تسلقت عموداس يضعها مقابل معجزة معجزات سيد الأولين والآخرين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام حين أسرى به ربه من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بارك حوله المولى عز وجل.

كذلك لم يدر بخلد واحد من المتتبعين لأداء صحافتنا المحلية، وهي صحافة عليلة ومريضة ومصابة بكل الأدواء، أن يكون الانتقاد الأبرز الموجه إليها هو عدم اهتمامها بذكرى الإسراء والمعراج.

نحن نتقبل الانتقاد فيما يخص مهنية وسائل إعلامنا، فيما يخص ارتباطاتها الخفية والعلنية ببعض الأحزاب، وببعض قيادات تلك الأحزاب. نحن نتقبل لوم الناس لبعضنا حين يمد يده إلى المال الأجنبي لكي يخدم الأجندة تلو الأجندة دون أن يضع في اعتباره مصلحة الوطن. نحن نقول آمين عندما نسمع نقدا عن طريقة كتابة بعضنا أو عن طريقة اعتداء بعضنا الآخر على أجناس صحافية راقية ووديعة لم تسئ لأي منا، وكل ذنبها أنها وصلتنا في غفلة من الزمن، ففعلنا فيها الأعاجيب.

باختصار نحن نتقبل اللوم على عديد الأمور، لكن ليس على هاته سيد بوليف. الإسراء والمعراج معجزة من المعجزات التي يؤمن بها المسلمون، كل المسلمين، قبل أن يولد بوليف والحزب الذي جعل بوليف وزيرا، وبعد أن يذهب بوليف إلى حال سبيله، وبعد أن نذهب جميعا معه، طالما أننا عابرون في هذا الفناء الكبير المسمى الدنيا.

واستيراد هاته المعجزة وتبنيها وجعلها ذكرى للرجل وحده ولحزبه تشبه بقية عمليات التهريب الديني التي تقوم بها هاته التنظيمات السياسية الموصوفة ظلما وعدوانا بالإسلامية، والتي لا تتتحرج من استغلال مقدسنا الديني في خدمة حساباتها السياسية الصغيرة، والتي ترى أنه من السهل خداع البسطاء والعوام بمثل هاته الخرجات التي تدل على أننا لم نبارح بعد القعر، وأننا عالقون فيه مع هؤلاء الذين يسرقون منا ديننا ويضعون مقابله أمور دنيانا ويعتقدون أنهم يحسنون صنعا للاثنين علما أنهم – مع إساءتهم لأنفسهم ولأحزابهم – يسيئون لديننا ولدنيانا ولا يكترثون.

ثم هناك حكاية علاقة بعض من هؤلاء، وهم من تركيبة تقليدية للغاية، مع وسائط التواصل الجديدة، وفي مقدمتها الفيسبوك والتويتر، وهي علاقة مضحكة فعلا.

إذ بالقدر الذي يسارعون هم أيضا للانخراط في الشبكات التواصلية ويحدثون حسابات لأجل هذا الغرض لايستطيعون التخلص من عقلية الجمل وامرئ القيس التي تحكم لا وعيهم الأول، لذلك تفضحهم الأنامل والتدوينات، وتؤكد أنهم – نعم – يعيشون معنا في القرن الواحد والعشرين، لكنهم لحقيقة الحقيقة ولأسفها أيضا ما زالوا عالقين مع سادتنا معاوية واليزيد وابن حلزة والبقية في بدايات الدعوة، غير قادرين إلا على التنغيص علينا بعلامات الردة الدائمة هاته إلى الوراء.

باختصار، سبحان من جعل مثل مطلق هذا الكلام وزيرا، سبحان الله وبحمده، فهو قادر على كل المعجزات السياسية وهاته واحدة منه، أما معجزاتنا الدينية فنحن أعرف بالرف الذي يجب أن توضع فيه سيدي الوزير.

نحن، المسلمين العاديين أقصد، الذين يتصورون الدين دينا وليس برنامجا انتخابيا للصعود إلى كل المناصب، وأحيانا للنزول إلى مثل هاته المرتبة من النقاش.

GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 11:17 2012 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يؤكد عدم تخليه عن حمدي في محنته خلال حفل الرواد

GMT 22:56 2017 الإثنين ,28 آب / أغسطس

البزغودي لاعب الجيش يخضع لفحوصات طبية

GMT 15:33 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

أولاس يشيد بفريقه قبل مواجهة شاختار دونيتسك الأوكراني

GMT 10:19 2022 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

وليد الركراكي يرُد على منتقديه بسبب عبد الرزاق حمدالله

GMT 05:44 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد النني يُهدي الشيخ مشاري راشد العفاسي قميص أرسنال

GMT 22:45 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبات غولف «أرامكو» في مواجهة الإعلام بجدة

GMT 08:27 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحدى مانشستر سيتي اليوم في الدوري الإنكليزي

GMT 21:10 2022 الأحد ,22 أيار / مايو

كريم بنزيمة يثير الجدل بعد قرار مبابي

GMT 11:34 2022 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

مفاوضات في تجديد عقد ساديو ماني مع ليفربول

GMT 19:32 2022 الإثنين ,07 شباط / فبراير

مغربيان في التشكلية المثالية لكأس أمم إفريقيا

GMT 13:33 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"المنتخب المغربي" يخضع إلى فحوصات كوفيد-19
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib