سعد الدين والمصباح السحري

سعد الدين والمصباح السحري

المغرب الرياضي  -

سعد الدين والمصباح السحري

بقلم : رشيد نيني

هناك ملاحظات غابت عن أذهان من يتابع مجريات مشاورات رئيس الحكومة المعين الجديد، وشخصيا لا أفهم لماذا يقبل الأمناء العامون للأحزاب السياسية التنقل إلى غاية مقر حزب العدالة والتنمية بحي الليمون من أجل لقاء العثماني رئيس الحكومة، فالملك عين العثماني لكي يكون على رأس مؤسسة دستورية اسمها «مؤسسة رئاسة الحكومة»، ولذلك فلقاءاته مع زعماء الأحزاب يجب أن تكون بهذه الصفة، وليس بصفته الحزبية.

ولذلك فالمكان الأنسب لممارسة صلاحيات رئيس الحكومة المعين هو مقر رئاسة الحكومة، أو إقامة رئيس الحكومة بحي الأميرات.

فالفضاء السياسي الذي تجري فيه المفاوضات يتجاوز كونه مجرد حيز صامت أو خلفية تقع عليها أحداث تشكيل الحكومة، بل إنه عنصر غالب في تفاصيل المشاورات حامل لدلالات سياسية تعطي الأولوية للمؤسسة الحزبية على حساب مؤسسة رئاسة الحكومة .

والفضاء الحزبي له سلبيات لا بد من الإشارة إليها، فهو أولا يرخي بثقله على رئيس الحكومة ويجعل قبعة السياسي ولغته الضيقة هي الغالبة، وهو ثانيا ينفي عن مؤسسة الحكومة طابع الحياد ويبعدها عن كونها مؤسسة دستورية مستقلة تمثل كل المغاربة وليست من مشمولات حزب واحد حتى ولو تصدر الانتخابات.

الملاحظة الثانية هي غياب منطق الزمن في مشاورات رئيس الحكومة المعين «مكرر»، فالرجل يتصرف كما لو أن الوقت طوع يديه في وقت تصدر فيه التقارير الاقتصادية السوداء حول نسبة النمو التي لن تتجاوز 1,1 بالمائة.

فتمطيط فترة تشكيل الحكومة بإضاعة الوقت في المشاورات مع كل الأحزاب الممثلة في البرلمان عوض الدخول مباشرة في المفاوضات مع الأحزاب المعنية، يعيد عقارب المشاورات إلى نقطة الصفر عوض أن يلتقط العثماني خيط هذه المشاورات من النقطة التي تركها فيها بنكيران، وبالضبط من نقطة البلوكاج.

ولعل من المثير للاستغراب أن يستدعي العثماني الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة رغم أنه سمعه يردد أكثر من مرة أنه غير معني بالمشاركة في الحكومة وأنه يفضل الذهاب إلى المعارضة، كما أنه من المثير للدهشة أن يستقبل العثماني حزب الاستقلال مع أنه يعرف أن عدم مشاركة هذا الحزب في الحكومة أمر حسم فيه خلال المرحلة البنكيرانية، «ما عرفنا العثماني عينو الملك يشكل الحكومة ولا يدير ركن التعارف مع الأحزاب».

وقد كانت نبيلة منيب منسجمة مع نفسها عندما أثنت على لباقة العثماني واعتذرت عن تلبية دعوة الحضور إلى مقر الحزب بحي الليمون.

ولقد كان بالإمكان تفهم هذا الوضع لو تعلق الأمر بتعيين الملك لشخصية أخرى من حزب آخر، لكن في حالة العثماني فالرجل صاحب معظم مجريات النسخة الأولى من المفاوضات طيلة 160 يوما ويعرف تفاصيلها ومواطن دائها وأسباب فشلها، لذلك فمن غير المسموح له إعادة عقارب الساعة للوراء والتصرف كما لو كان الزمن الدستوري متوفرا بشكل كاف أمامه.

إن الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي لا يحتمل أي تأخير، وكل يوم بدون حكومة له كلفته المالية المرتفعة. ويبدو أن العثماني لم يستوعب الدرسين اللذين قدمهما الملك خلال التعيينين، الأول الذي جاء يومين فقط بعد انتخابات 7 أكتوبر، والتعيين الثاني الذي كان يوما واحدا بعد بلاغ الديوان الملكي بإعفاء بنكيران.

فالملك، ورغم غياب أي مقتضى دستوري يطالبه بالإسراع بادر إلى القيام بوظائفه الدستورية معليا من شأن الزمن الدستوري، بيد أن بنكيران وخلفه العثماني جعلا من الزمن سلاحا لتصفية الحسابات السياسية ومحاولة إجبار الأطراف الأخرى على القيام بتنازلات سياسية، فهما يعتقدان أن الحزب أكبر من الدولة ويتصرفان وفقا لهذه العقيدة.

ومن البدع الجديدة في تشكيل الحكومة 31 التي عاشها المغرب منذ الاستقلال، والتي لم تعشها حتى النسخة البنكيرانية الأولى من المفاوضات، هو اتساع نفوذ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية في مسار المفاوضات، وذلك بتسمية كل من الداودي ويتيم والرميد كمرافقين للعثماني رغم أن المكلف بتشكيل الحكومة دستوريا هو العثماني وليس شخصا آخر، مع إقصاء عزيز رباح الذي ظهر أن الأمانة العامة لم تعد تثق به منذ ترشحه لرئاسة الفريق بمجلس النواب فحصل على صوت واحد هو صوته، فيما حصل العثماني على المرتبة الأولى وبوانو على المرتبة الثانية.

وهذا الأمر يطرح تأويلات متعددة أولها عدم ثقة حزب العدالة والتنمية في العثماني ومحاولة فرض الوصاية عليه من طرف أعضاء الأمانة العامة، وذلك بتعيين الرميد ويتيم والداودي أوصياء على مشاوراته وتعيين الخلفي ناطقا رسميا باسمه أمام وسائل الإعلام التي تحج إلى مقر الحزب والتي نصفها مواقع إلكترونية يحترف أصحابها التزلف والنقيل أكثر من أي شيء آخر.

والهدف الثاني من هذه الوصاية هو محاولة محاصرة العثماني وتقييد تحرك رئيس الحكومة المعين بظهير ملكي سيصدر قريبا، ومحاولة إثبات أن ما كان يقوم به بنكيران لوحده يعبر عن موقف الحزب.

نحن إذن أمام رئيس حكومة معين فاقد لسلطة القرار، تابع كليا لأوصيائه الجدد الذين يجلسون بجانبه مثل الكهنة ويأخذون الكلمة نيابة عنه في محاولة لإعطاء إشارة واضحة هي أن من يفاوض هو الحزب وليس رئيس حكومة معينا كان من المفروض أن يترك مسافة مع حزبه بمجرد ما تم تعيينه على رأس مؤسسة رئاسة الحكومة كما فعل عبد الرحمان اليوسفي عندما تم تعيينه وزيرا أول. لأنه خارج هذا السياق يمكن أن نتكهن من الآن بأن لا حكومة ستلوح في الأفق، فسعد الدين طبيب لكنه ليس ساحرا يملك مصباحا سحريا يصنع به المعجزات

GMT 05:05 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

حتى أنت يا مصيطيفة

GMT 05:06 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الدرهم العائم

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

يتيم في العيد

GMT 06:30 2017 الثلاثاء ,30 أيار / مايو

عادات سيئة

GMT 05:40 2017 السبت ,27 أيار / مايو

ولاد لفشوش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سعد الدين والمصباح السحري سعد الدين والمصباح السحري



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 11:17 2012 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يؤكد عدم تخليه عن حمدي في محنته خلال حفل الرواد

GMT 22:56 2017 الإثنين ,28 آب / أغسطس

البزغودي لاعب الجيش يخضع لفحوصات طبية

GMT 15:33 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

أولاس يشيد بفريقه قبل مواجهة شاختار دونيتسك الأوكراني

GMT 10:19 2022 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

وليد الركراكي يرُد على منتقديه بسبب عبد الرزاق حمدالله

GMT 05:44 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد النني يُهدي الشيخ مشاري راشد العفاسي قميص أرسنال

GMT 22:45 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبات غولف «أرامكو» في مواجهة الإعلام بجدة

GMT 08:27 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحدى مانشستر سيتي اليوم في الدوري الإنكليزي

GMT 21:10 2022 الأحد ,22 أيار / مايو

كريم بنزيمة يثير الجدل بعد قرار مبابي

GMT 11:34 2022 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

مفاوضات في تجديد عقد ساديو ماني مع ليفربول

GMT 19:32 2022 الإثنين ,07 شباط / فبراير

مغربيان في التشكلية المثالية لكأس أمم إفريقيا

GMT 13:33 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"المنتخب المغربي" يخضع إلى فحوصات كوفيد-19
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib