قطر ظالمة أم مظلومة 2

قطر ظالمة أم مظلومة؟ (2)

المغرب الرياضي  -

قطر ظالمة أم مظلومة 2

بقلم - عماد الدين أديب

لماذا تفعل قطر ما تفعل؟ ولماذا تتخذ الدوحة هذه السياسات الإقليمية والدولية؟ ولماذا تجاوزت فى تحالفاتها الإقليمية كل الخطوط الحمراء التى تهدد الأمن القومى العربى، وتضرب قوى الاعتدال العربى فى الصميم، وتحدث انشقاقاً هائلاً فى بنيان مجلس التعاون الخليجى؟

أسئلة مشروعة للغاية تحتاج إلى إجابات عاقلة ومنطقية وموضوعية بعيداً عن حالة التراشق والجدل والشتائم والسباب التى لم تتوقف منذ أكثر من 20 شهراً.

من أين نبدأ؟

هناك مائة بداية، وعشرات المداخل لقصة الملف القطرى. لكننى أعتقد، وأؤمن جازماً، أن هناك موقفاً كاشفاً وصريحاً وواضحاً منسوباً بالصوت والصورة لا يمكن إنكاره ولا تغييره لمسئول قطرى على أرفع مستوى يمكن أن يوضح كل جوهر السياسة القطرية، ونقطة الارتكاز فى بناء منظومتها.

هذا التصريح صادر عن دولة الشيخ حمد بن جاسم، رئيس وزراء دولة قطر -حينذاك- فى يوم 30 أبريل 2013، وهو أهم تصريح صادر عن مسئول قطرى حتى الآن.

قال دولة الشيخ فى هذا التصريح بالحرف الواحد: «إن الوضع النهائى لأى تسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل من الممكن أن يشمل (تبادل أراضٍ) بدلاً من الإصرار على الالتزام بحدود 1967»(!).

وردّت السيدة تسيبى ليفنى، وزيرة خارجية إسرائيل فى ذلك الوقت، على هذا التصريح بقولها: «إن هذا التصريح يعتبر خبراً إيجابياً للغاية، وفى ظل هذا العالم المضطرب هذا الموقف يمكن أن يجعل الفلسطينيين يدخلون غرفة المفاوضات ويؤدون التنازلات اللازمة لإحداث التسوية، ويجب أن يعرف الجميع أن المسألة ليست مجرد مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين فقط، بل هى ذلك الخيار الاستراتيجى الذى يجب أن يختاره العرب».

هكذا قدمت الدوحة نفسها كصاحبة التصريح الرسمى الوحيد القابل والمشجع لإحداث تسوية إقليمية للصراع العربى- الإسرائيلى، قائمة على تبادل للأراضى (وهو مشروع صفقة القرن الحالى) بالمخالفة لقرارى مجلس الأمن 242، والجمعية العامة 338، والمبادرة العربية فى قمة بيروت.

هذا كله نتاج مشروع فكرة رشحها بروفيسور أمريكى فى جامعة هارفارد يعمل بقوة مع اللوبى اليهودى الصهيونى فى أمريكا، وقام بزيارة قطر بدعوة من أميرها مؤخراً وكتب مقالاً عقب عودته ولقائه بكبار المسئولين القطريين.

قال البروفيسور «آلان درشوتز» إنه يعتقد أن قطر هى الأكثر جرأة فى التعامل مع الصراع العربى- الإسرائيلى، مدللاً بذلك على سماح الدوحة بمشاركة لاعب إسرائيلى فى بطولة التنس الأخيرة على أراضيها فى الوقت الذى رفضت فيه السعودية مشاركة لاعب شطرنج إسرائيلى فى بطولة الرياض مؤخراً.

وقال البروفيسور «درشوتز»، بالحرف الواحد، وأنا أنقل حرفياً عنه: «لقد لاحظت أن قطر تتحول بسرعة إلى أن تصبح إسرائيل الخليج»(!).

ويذكر أن العلاقات بين إسرائيل وقطر هى الأقوى والأكثر حميمية وأنها بدأت بعد عام واحد من تولى الأمير الأب مسئولية الحكم حيث تم افتتاح مكتب تجارى إسرائيلى فى الدوحة عام 1996.

وتلعب الدوحة دوراً أساسياً كقناة اتصال خلفية بين الجهات الأمنية والعسكرية العليا وحركتى حماس والجهاد الإسلامى ويتم ذلك عبر مبعوثها محمد العمادى الذى يشرف على تأمين قناة الاتصال هذه من أجل تحقيق 3 أهداف رئيسية:

1- استخدام المساعدات الإنسانية القطرية والدعم المالى لحماس من أجل تخفيف أى مواجهة بين حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلى.

2- إفساد أى جهود مصرية تسعى إلى تحقيق هدنة حقيقية قائمة على تسوية مشرفة بين الطرفين.

3- دعم الفكرة الأساسية والجوهرية فى تبادل الأراضى.

هذه العلاقة الجوهرية، التى يمكن البناء عليها فى فهم وتفسير السياسة الإقليمية فى المنطقة، اعتمدت على محطات تاريخية، هى:

1- ترتيب انتقال الحكم من الأمير الجد إلى الأمير الأب الذى كان فيه تعهد مسبق وصريح بإقامة كل العلاقات القوية والإيجابية مع إسرائيل.

2- زيارة شيمون بيريز إلى الدوحة.

3- اجتماع رئيس الوزراء القطرى فى نيويورك مع «تسيبى ليفنى» ثم زيارتها بعد ذلك للدوحة.

4- زيارة إيهود باراك للدوحة.

5- لقاءات المسئول القطرى «محمد العمادى» مع المسئولين الإسرائيليين.

هذا المسار هو الذى يمكن من خلاله رصد التطور المتنامى فى ركائز حركة السياسة الإسرائيلية.

إذن، تحركت قطر بوعيها الكامل، وسلوكها الطوعى بكل إرادتها نحو «اختيار يعتمد على امتطاء صهوة الجواد الإسرائيلى» فى الرهان الإقليمى الاستراتيجى.

من هنا لا بد من مراجعة أن تصريح تبادل الأراضى هذا جاء فى أبريل 2013 أى قبل 30 يوماً بالضبط من عزل الرئيس الدكتور محمد مرسى، شعبياً، ويفسر حالة الهستيريا والجنون التى كانت وما زالت تنتاب الإعلام والسياسة القطرية ضد مصر وحلفائها فى أبوظبى والرياض. هذا كله يفسر ما بعد ذلك.

[غداً -بإذن الله- القصة].

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر ظالمة أم مظلومة 2 قطر ظالمة أم مظلومة 2



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 11:17 2012 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يؤكد عدم تخليه عن حمدي في محنته خلال حفل الرواد

GMT 22:56 2017 الإثنين ,28 آب / أغسطس

البزغودي لاعب الجيش يخضع لفحوصات طبية

GMT 15:33 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

أولاس يشيد بفريقه قبل مواجهة شاختار دونيتسك الأوكراني

GMT 10:19 2022 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

وليد الركراكي يرُد على منتقديه بسبب عبد الرزاق حمدالله

GMT 05:44 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد النني يُهدي الشيخ مشاري راشد العفاسي قميص أرسنال

GMT 22:45 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبات غولف «أرامكو» في مواجهة الإعلام بجدة

GMT 08:27 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحدى مانشستر سيتي اليوم في الدوري الإنكليزي

GMT 21:10 2022 الأحد ,22 أيار / مايو

كريم بنزيمة يثير الجدل بعد قرار مبابي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib