دلالات قوية لزيارة محمد بن سلمان لدول التحالف

دلالات قوية لزيارة محمد بن سلمان لدول التحالف

المغرب الرياضي  -

دلالات قوية لزيارة محمد بن سلمان لدول التحالف

بقلم : عماد الدين أديب

ماذا تعنى زيارة ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر فى هذا التوقيت بالذات؟

تأتى الزيارة وسط 3 متغيرات أساسية فى المنطقة:

1 - حادث مقتل جمال خاشقجى وتداعياته ومحاولات الابتزاز السياسى والمادى التى أرادت أن تستثمر جريمة جنائية اعترفت بها السلطات السعودية وقدّمت المتهمين بارتكابها للقضاء العادل.

2 - بدء فرض العقوبات الأمريكية على إيران من يوم 4 نوفمبر الحالى.

3 - ظهور نتائج الانتخابات الأمريكية لمجلسى الشيوخ والنواب، التى رآها «ترامب» أداءً أفضل لحزبه الجمهورى، ورأتها المعارضة الديمقراطية على أنها تحول فى الصوت الشعبى لصالح الحزب الديمقراطى.

وسط هذه التحولات، وفى ظل عداء قطرى واضح، وابتزاز تركى ثأرى، وتصعيد إيرانى رداً على العقوبات، واستخدام كل خصوم «ترامب» فى الحزبين الجمهورى والديمقراطى، والإعلام المعادى له، مسألة ملف جريمة اغتيال خاشقجى للنيل من 3 أمور:

1 - دور المملكة الإقليمى والدولى.

2 - مشروع الإصلاح فى الداخل والمواجهة فى المنطقة المرتبط بالملك سلمان وولى عهده.

3 - الثأر الشخصى من ولى العهد بصفته وشخصه وسياساته ومحاولة فعل وقول أى شىء يؤدى للاغتيال المعنوى له.

كان التخوف لدى البعض أن يكون كل هذا الضغط الهستيرى الشرير له تأثير عنيف على السياسات التى انتهجتها المملكة منذ تولى الملك سلمان، والتى تم تطويرها بقوة حين تولى ولى العهد مقاليد الأمور.

هذه السياسات ارتبطت به، وبأحلامه، ورؤيته للسعودية الجديدة التى ستنتقل من حالة رد الفعل إلى الفعل، ومن التفكير التقليدى إلى المبادرة والتغيير الشامل مهما كانت فاتورته، ومهما كانت عقباته أو موانع تحقيقه.

لم ينكسر ولى العهد السعودى، وتحمل ما لا يطيق بشر، وصبر صبر الرجال فى أقصى امتحان صعب فاق رد الفعل الخطر عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، التى تورط فيها 15 سعودياً.

كان المطلوب والمتخيل لدى الدوحة أن يؤدى ضغط وتداعيات موضوع خاشقجى إلى انفراط عقد التحالف العربى ضد قطر.

كان المتصور لدى قناة «الجزيرة» أن يدفع ولى العهد السعودى -شخصياً- فاتورة الحادث.

كان المأمول من الدوحة أن يؤدى الضغط على الرياض إلى أن تتنازل السعودية عن الـ13 مطلباً، التى تقدمت بها كل من السعودية ومصر والإمارات والبحرين إلى قطر، ويتم تناسى هذه المطالب وتخرج قطر وكأن شيئاً لم يحدث.

كان المأمول أن يؤدى ضغط حادث خاشقجى إلى أن تبتلع الرياض «الابتزاز المر» الذى كانت تسعى إليه أنقرة وتفتح الرياض خزانتها لها بغير حساب، وتغض البصر عن الدور التركى الداعم لقطر وإيران وجماعة الإخوان المسلمين.

كان المأمول من إيران أن يؤدى الحادث إلى إضعاف الموقف السعودى الإماراتى فى اليمن، وأن يحدث شرخ فى العلاقات بين الرياض وأبوظبى وبين الشيخ محمد بن زايد والأمير محمد بن سلمان.

جاء خطاب الملك سلمان بن عبدالعزيز الأخير منذ أيام فى دورة مجلس الشورى السعودى ليؤكد وجود الرياض فى فلسطين وسوريا والعراق ويقف بحزم ضد الدور الإيرانى فى اليمن وفى المنطقة، وليؤكد استمرار الدعم الكامل لمشروع الإصلاح الداخلى الذى يقوده ولى العهد.

وحتى لا يصبح ما يقال فى هذا المجال مجرد عبارات أدبية عاطفية لا تستند إلى وقائع، تعالوا نستعرض ما حدث فعلياً على أرض الواقع منذ يوم 2 أكتوبر الماضى، أى يوم حادث اختفاء الزميل خاشقجى، رحمه الله:

1 - قيام السلطات السعودية بالتحفظ على 18 شخصاً والتحقيق معهم، ثم قيام المدعى العام السعودى بزيارة إسطنبول وإصدار تقرير الاتهام الصريح الواضح حول الجريمة.

2 - انعقاد مؤتمر الاستثمار أو «دافوس الصحراء» فى موعده، ونجاح الرياض فى توقيع عقود أعمال جاوزت الـ70 مليار دولار.

3 - قيام وزير الخارجية الأمريكى بومبيو بزيارة الرياض وتقديم تقرير إيجابى عن الزيارة.

4 - بدء مناورات «درع العرب1» فى مصر، بمشاركة كاملة من أطراف التحالف من السعودية والإمارات والبحرين، تدعمها تصريحات قوية من الرئيس السيسى، بدعم أمن دول الخليج.

5 - ظهور تقرير الموازنة السعودية الذى أظهر تطوراً فى الناتج القومى بنسبة تفوق 1٫5٪ عن المتوقع، وانخفاض العجز المقدر هذا العام بنسبة الثلث تقريباً.

6 - قيام قوات التحالف بنزع 16 ألف لغم فى اليمن، واستمرار تقديم المساعدات الإنسانية لشعب اليمن.

7 - تقديم هبة سعودية من الملك سلمان للبنك المركزى اليمنى لدعم الأوضاع المعيشية فى البلاد.

8 - تقدم القوات اليمنية التابعة للجيش الوطنى اليمنى بدعم من قوات التحالف السعودى - الإماراتى فى معركة محافظة «الحديدة» الاستراتيجية.

9 - اتصالات مكثفة وشخصية قام بها الملك سلمان مع الرئيس ترامب، وإيمانويل ماكرون، ورجب طيب أردوغان، وآنجيلا ميركل.

10 - دعوة الأمير محمد بن سلمان لحضور قمة العشرين فى الأرجنتين، والإعلان عن ترتيب لقاءات مع كل من الرئيس الأمريكى والرئيس التركى.

وتأتى جولة الأمير محمد بن سلمان التى بدأها بأبوظبى والبيان القوى المؤيد الذى صدر على لسان الشيخ محمد بن زايد، ليؤكد عدم وجود أى أضرار فى العلاقات أو المصالح بين الرياض وأبوظبى، وبين محمد بن زايد ومحمد بن سلمان، وفشل الحلم «القطرى - التركى - الإيرانى» فى انفراط عقد هذا التحالف.

وبعد الإمارات، تأتى البحرين، ثم تأتى مصر التى تحتل مكانة عليا فى قلب ولى العهد السعودى.

وأذكر فى لقاء جمع الأمير محمد بمجموعة من الزملاء والزميلات فى بيت السفير السعودى بالقاهرة عند زيارته الأخيرة «سعادته القصوى بالإنجاز الذى تشهده مصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى ورغبته فى الدعم الدائم لهذه العلاقات».

محصلة ما حدث خلال الأسابيع الأخيرة أن الرهان على «الانهيار والسقوط والتنازل والاستجابة للضغوط» التى كانت تأمل فيها قوى عديدة فى طهران وأنقرة والدوحة وأنصارهم ووكلاؤهم فى المنطقة حول الدور السعودى، والتحالف العربى، ومشروع الإصلاح، وولى العهد السعودى، قد فشل لأن الرجل صمد وتحمل بشجاعة الرجال ما لا يطيق بشر.

أهلاً بولى العهد السعودى فى مصر بين أهله وإخوانه.

نقلا عن الوطن

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

GMT 07:09 2019 السبت ,23 شباط / فبراير

هل تتجرع إيران الكأس المرُة للمرة الثالثة؟

GMT 05:21 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

الصديق -وليس العميل- دائماً على حق

GMT 04:33 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مستقبل "داعش"

GMT 07:12 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دلالات قوية لزيارة محمد بن سلمان لدول التحالف دلالات قوية لزيارة محمد بن سلمان لدول التحالف



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 11:17 2012 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يؤكد عدم تخليه عن حمدي في محنته خلال حفل الرواد

GMT 22:56 2017 الإثنين ,28 آب / أغسطس

البزغودي لاعب الجيش يخضع لفحوصات طبية

GMT 15:33 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

أولاس يشيد بفريقه قبل مواجهة شاختار دونيتسك الأوكراني

GMT 10:19 2022 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

وليد الركراكي يرُد على منتقديه بسبب عبد الرزاق حمدالله

GMT 05:44 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد النني يُهدي الشيخ مشاري راشد العفاسي قميص أرسنال

GMT 22:45 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبات غولف «أرامكو» في مواجهة الإعلام بجدة

GMT 08:27 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحدى مانشستر سيتي اليوم في الدوري الإنكليزي

GMT 21:10 2022 الأحد ,22 أيار / مايو

كريم بنزيمة يثير الجدل بعد قرار مبابي

GMT 11:34 2022 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

مفاوضات في تجديد عقد ساديو ماني مع ليفربول

GMT 19:32 2022 الإثنين ,07 شباط / فبراير

مغربيان في التشكلية المثالية لكأس أمم إفريقيا

GMT 13:33 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"المنتخب المغربي" يخضع إلى فحوصات كوفيد-19
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib