خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح

خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح

المغرب الرياضي  -

خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح

بقلم - عريب الرنتاوي

خطت حماس خطوة إلى الوراء بإعلانها حل اللجنة الإدارية وقبولها عودة حكومة الوفاق الوطني لممارسة مهامها في قطاع غزة وقبولها إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في قادمات الأيام ... وهي الخطوة التي قوبلت بالترحيب من قبل البعض والترحيب الحذر من قبل فتح، مع أنها تلبي ما سبق للقيادة الفلسطينية أن طالبت حماس به.
مصدر الحذر يعود أساساً إلى “الخبرة السابقة”، فقد جرى تعطيل عمل حكومة الوفاق قبل تشكيل اللجنة الإدارية ومن دونها، والقبول بعودة الحكومة لمزاولة أعمالها في القطاع، لا يعني أن الطريق بات سالكاً وممهداً أمامها، فثمة عوائق عديدة ستجابه عمل الحكومة، من بينها وربما أهمها، ذلك الحشد الكبير من مناصري حماس الذين تم الزج بهم في دوائر السلطة والحكومة في غزة، وبأعداد فاقت الأربعين ألف موظف، دع عنك مسألة مهام حفظ الأمن والأجهزة الأمنية والسلطة على المعابر وغير ذلك كثير من العناوين.
لكن برغم هذه التعقيدات والمصاعب، لا يمكن النظر إلى قرارات حماس الأخيرة، إلا من الزاوية الإيجابية، وبوصفها خطوة في الاتجاه الصحيح، ومن على قاعدة أن مشوار الألف ميل على طريق المصالحة، يبدأ بخطوة واحدة، والمهم الآن النظر إلى الخطوة المقابلة التي يتعين على فتح أن تخطوها ...فالباب قد فتح إن لم يكن للمصالحة، فأقله لحوار جدي، قد يؤسس لمسار تصالحي، ليس من المتوقع أن يكون سهلاً أو سريعاً، فكلا الطرفين المنقسمين، بنى لنفسه بيوتاً كثيرة في الضفة والقطاع، وهيهات أن يقدم أي منهما، على إخلائها بسهولة ويسر، والأمر من قبل ومن بعد، يحتاج لإرادة سياسية صلبة عند صناع القرار هنا وهناك، ولقدرة عالية على القفز من فوق الحسابات والمصالح الشخصية والفئوية، لصالح الحسابات والاعتبارات الوطنية التي تخص الشعب الفلسطيني بأسره.
لا نريد أن نفسد على أحدٍ فرحته بهذا التطور الإيجابي، ولكن الشك والتشكيك، هما سيدا الموقف المهيمن على الرأي العام الفلسطيني، الذي اكتوى مرات ومرات بنار الخيبات المتعاقبة التي أعقبت الكثير من المحاولات والوساطات التي سعت في تجسير الفجوات بين الجانبين وبناء جسور الثقة المعدومة بينهما، ولا أحسب أن الرأي العام الفلسطيني، شديد التفاؤل هذه المرة كذلك، وأحسب أنه يفضل التريث لرؤية خواتيم هذه الجولة واختبار نوايا الأطراف بعد أن توضع على المحك.
سيتعين علينا أن نرى وزراء الحكومة يصلون تباعاً إلى غزة لتولي مهامهم وتشغيل وزاراتهم، لنتعرف على المعاني الفعلية لقرار حل اللجنة الإدارية... ويتعين أن نرى جهوداً تحضيرية للانتخابات المقبلة، وبمشاركة الجميع، من أجل تنظيم الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وسيتعين علينا أن ننتظر لنرى نتيجة الحوارات حول المعابر والترتيبات المحيطة بتسليمها وتسلمها، قبل أن نحكم على النوايا ... ما زلنا بحاجة لرؤية الأفعال تتبع الأقوال، وبالدرجة ذاتها من الحماسة المفعمة بالمشاعر الجياشة والتفاني في خدمة المصلحة العامة.
يهمنا ألا تبقى فتح والفصائل والمجتمع المدني والشخصيات الفلسطينية أسرى لسلطة حماس وأجهزتها الأمنية ومزاجها الحاد والمتقلب، ويهمنا ألا تظل حماس في دائرة الاستهداف في الضفة الغربية، وأن تتمكن جميع القوى والتيارات من ممارسة حقوقها وواجباتها بكل حرية في شطري الوطن الفلسطيني المحتل والمحاصر، فتلكم هي بدايات مشوار بناء الثقة وتجسير الفجوات، وبخلاف ذلك، ستكون المصالحة الهشة عرضة للانهيار عن أول اختبار.
ويتعين على الفريقين “التفكير خارج الصندوق” للتوصل إلى حلول إبداعية لكثير من قضايا الخلاف والاختلاف، تكفل الحد الأدنى من الوحدة إن تعذر الوصول إلى حدها الأقصى، فكلنا نعرف أن حماس لن تتخلى عن أوراق قوتها في القطاع مهما كلف الثمن، وهي لن تسمح للحكومة تحت أي ظرف، أن تتطاول على مواطن قوة الحركة واقتدارها... وكلنا يعرف أن فتح تلعب دوراً مهيمناً في منظمة التحرير، وأنها لن تتخلى عن دورها “الأغلبي” في مؤسساتها مهما كلف الأمر كذلك... الوحدة في مثل هذه الظروف، يمكن أن تبدأ بـ “التساكن” بين الأطراف، وهو وإن كان خياراً غير مقنع تماماً للشعب الفلسطيني وكثير من قواه الوطنية، إلا أنه يظل خياراً أفضل من حالة القطع والقطيعة التي تجاوزت فتح وحماس، إلى الضفة والقطاع عموماً.

 

GMT 00:03 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إذا كانت إيران حريصة على السنّة…

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطرد المدعي العام

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نَموت في المجاري ونخطىء في توزيع الجثث!

GMT 00:00 2018 الأحد ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فى واشنطن: لا أصدقاء يوثق بهم!

GMT 00:02 2018 السبت ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

استعدوا للآتى: تصعيد مجنون ضد معسكر الاعتدال

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 20:44 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

فوائد التوت للشفاء من الجروح

GMT 09:42 2020 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على جدول أهم مباريات الليلة

GMT 17:48 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

فيرمينو يتفوق على جريزمان في سباق الكرة الذهبية

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 21:21 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العائلة الودادية تحتفي بفريقها بعد التتويج باللقب

GMT 15:44 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

لجنة البرمجة تغضب جماهير الوداد بسبب مواعيد المباريات
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib