فائض جنون أم فائض انتحاريين

فائض جنون أم فائض انتحاريين؟

المغرب الرياضي  -

فائض جنون أم فائض انتحاريين

بقلم : عريب الرنتاوي

حتى بالنسبة لأولئك الذين يؤمنون بأن “الأضرحة” ضرب من الشرك بالله، وهم كثر، بدا استهداف الحرم النبوي الشريف في المدينة المنوّرة من قبل انتحاريي “داعش”، ذروة الجنون والفلتان ... فمن يجرؤ على استهداف ثاني أقدس مسجد للمسلمين في العالم، وفي الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، حيث تعج المدينة بمئات ألوف المصلين والمعتمرين، الذين يأتون إليها “على كل ضامر” ومن كل “فج عميق”.
كنا قرأنا مواقف منسوبة لـ “تنظيم الدولة”، تضع الحرمين الشريفين في دائرة استهدافاتها ... ولقد شهدنا على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي، أفلاماً توثق تدمير “داعش” لمراقد الصحابة والأولياء والأنبياء من دون أن تطرف لهم عين أو يهتز لهم رمش ... دع عنك استهدافهم المنهجي المنظم، لكل الإرث الإنساني في سوريا وبلاد الرافدين ... لكننا لم نصدق أن أحداً ستبلغ به “الجرأة” حد التطاول على قبر نبي المسلمين، وفي الأواخر من رمضان، وبحزام ناسف، يستهدف المسلمين الركع السجود.

صحيح أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الحرمان الشريفان، إلى الاعتداء والاستهداف ... فقد سبق للكعبة المشرفة أن تحولت لمسرح قتال مع جهيمان العتيبي في نوفمبر 1979، وقبلها قيل وكتب الكثير عن الحجاج وعبد الله بن الزبير، وتناول التاريخ حكاية القرامطة مع الحجر الأسود ... لكنها المرة الأولى، منذ اندلاع الموجة الإرهابية المعاصرة، التي يتعرض فيها أحد أهم ثلاثة مساجد في الإسلام، لهجوم إرهابي من هذا الطراز.
ما الذي يريده هؤلاء، وأية رسائل يريدون تمريرها بمقارفة مثل هذه الأفعال النكراء؟ ... هل يمكن البحث عن أجوبة “منطقية” عن هذه الأسئلة المنطقية تماماً؟ ... أم ان الجماعة مسّهم الجنون، وذهب “غسيل الدماغ” بعقولهم وفطرتهم وحسّهم وقدرتهم على التمييز بين الخطأ والصواب؟
إن هم أرادوا استهداف المملكة العربية السعودية، أمنيا وسياسياً، فثمة مئات وألوف الأهداف التي يمكن التفكير فيها في طول البلاد وعرضها ... وإن هم أرادوا البرهنة على أن حكومتها غير قادرة على تأمين “الحرمين الشريفين”، فهذه أسوأ طريقة لفعل ذلك، فالمملكة بعد الجريمة، حصدت تعاطف خصومها قبل أصدقائها، والإرهابيون وحدهم دون غيرهم، من سيتلقى لعنات الناس على امتداد العالمين العربي والإسلامي.

يرفعون راية الإسلام و “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، وهم يضربون مسجد محمد، ويستهدفون عباد الله والمسلمين في ثياب الإحرام ... لقد تحوّلوا فعلاً إلى “آلة قتل عمياء”، لا تميز بين عسكري ومدني، امرأة ورجل، شاب ومسن وطفل، مسلم وغير مسلم، سنّي أو شيعي، عربي أو كردي أو تركي أو فارسي، غربي أو شرقي ... الناس جميعهم، باتوا أهدافاً شرعية ومشروعة لهؤلاء، حتى أنهم إن لم يجدوا من يطلقون النار عليه، استداروا ببنادقهم إلى بيئتهم الحاضنة وعناصرهم المشكوك في “ثباتها” و”بيعتها”.
هم الذين استفادوا كثيراً من “لعبة الأمم” و”حروب الإخوة الأعداء” على امتداد الجبهات وخطوط التماس بين المذاهب والطوائف في الإقليم المحترب والمنقسم على نفسه ... وهم الذين عرفوا بغبائهم و”دوغمائيتهم” و”دمويتهم” الفائضة عن الحاجة، كيف يستعدون كل دول الإقليم والعالم، وكيف يدفعون بمن بسطوا لهم الأيدي بالأمس، إلى الاستدارة لقتالهم اليوم، ونقل بنادقهم من كتف إلى كتف ... فعلوا ذلك مع تركيا من قبل، ويكررون الشيء ذاته، مع دول عربية وخليجية من بعد.

لكأننا بالتنظيم الأشهر والأكثر دموية، يندفع إلى “خيار شمشون” عن سبق الترصد والإصرار ... يدرك أن آجاله باتت قصيرة، وهوامش مناورته باتت ضيقة، فقرر الخروج في رحلة الانتحار الجماعي، يوزع الموت على عناصره وأتباعه، ومن تصلهم شظايا المفخخات والأحزمة الناسفة ... الموت بات مطلوباً بذاته، حتى وإن اقتصر على “انتحاريي” التنظيم و”انغماسييه”، فقد شهدنا في القطيف وجدة السعوديتين، والقاع اللبنانية، انتحاريين يقتلون أنفسهم فقط، رأينا عمليات تنتهي بقتلى من الانتحاريين يزيد عددهم عن عدد القتلى من المستهدفين، في دلالة على سوء اختيار الأهداف، و”الخفة في التخطيط” والتسرع في التنفيذ، ما يشي بوجود فائض من الانتحاريين ونقص ذريع في الأهداف التي يمكن الوصول إليها ... لقد خرجوا للبحث عن أقرب “بوابة للجنة والحور العين”، حتى وإن كانت النتيجة، موتهم وحدهم دون سواهم ... والمتوقع لحلقات هذا المسلسل أن تطول وتتوالى، بما يتخطى الدراما التركية أو المكسيكية، وكلما ضاقت أرض سوريا والرافدين عليهم بما رحبت.

GMT 07:43 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

شكراً «آبي» ... شينزو وأحمد

GMT 08:01 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

«يسقط ثالث»

GMT 03:59 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

«يسقط ثالث»

GMT 08:33 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

للأقصى شعبٌ يحميه

GMT 11:04 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

الانتخابات المبكرة في إسرائيل: كلاكيت 2

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فائض جنون أم فائض انتحاريين فائض جنون أم فائض انتحاريين



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 09:27 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

7 آلاف تذكرة لجماهير أدوانا ستارز ضد الرجاء

GMT 19:01 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فريق "المغرب الفاسي" ينهي مبارياته الودية بانتصارين

GMT 00:24 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

أولمبيك خريبكة يواجه الكوكب المراكشي وديًا السبت

GMT 03:47 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جمهور الرجاء البيضاوي يرفض عودة محمد بودريقة

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 22:22 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير "يونايتد" تحيي ذكرى وفاة لاعبها جورج بست

GMT 23:41 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يعقد جمعيته العمومية في 10 دقائق فقط

GMT 19:35 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهيناز تكشف تفاصيل ألبومها الجديد في "الليلة عندك" على 9090

GMT 22:11 2019 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

ترامب يلتقي مرشحا مسلما لخلافة ماي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib