سوريا وسيناريو «الستاتيكو»

سوريا وسيناريو «الستاتيكو»

المغرب الرياضي  -

سوريا وسيناريو «الستاتيكو»

بقلم - عريب الرنتاوي

لا يعترف المسؤولون الروس بوجود حالة «ستاتيكو» في سوريا، هذا سيناريو مرعب، وقد يملي عليهم الكثير من الأعباء الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ... مع أن مؤشرات عديدة، إن لم نقل كافة المؤشرات، تدفع على الاعتقاد بأن هذا السيناريو بات الأكثر ترجيحاً، وحتى إشعار آخر.
ثمة «فيتو» أمريكي لحسم الموقف في شرقي الفرات، لا أحد يعرف متى ستنهي واشنطن وجودها العسكري هناك، ولا كيف، ومن غير المحتمل أن تشرع دمشق وحلفاؤها في تنفيذ عملية عسكرية كبرى لاسترجاع هذه المناطق، طالما ظل فيها جندي أمريكي واحد، على الرغم من التصريحات النارية التي تصدر من هنا أو هناك.
وثمة «فيتو» تركي، مزدوج هذه المرة، يرفض في شقه الأول أي تفاوض حول مصائر «غصن الزيتون» و»درع الفرات»، أما في شقه الثاني، فيهدف إلى تسييج محافظة إدلب وجوارها، حتى بعد أن صارت قاعدة لأكبر تجمع للإرهابيين منذ أفغانستان وثمانيات القرن الفائت.
أما «الفيتو» الثالث، فتشهره الولايات المتحدة وحلفاؤها، في مواجهة «عودة اللاجئين» و»إعادة الاعمار» و»الانفتاح العربي على سوريا»، وهو فيتو مرشح لمزيد من التطورات الحادة، وفقاً لمنطوق «قانون قيصر» الذي يفرض عقوبات خانقة على سوريا، تسبب في مراحله الأولى في استحداث أكبر أزمة طاقة ووقود تشهدها البلاد، طيلة سنوات الحرب الثمانية.
ميدانياً، ثمة حالة من الجمود، حتى لا نقول «الستاتيكو» تهيمن على الساحة السورية، ولولا اشتباكات متفرقة بين الحين والآخر، لأمكن القول أن المدافع قد صمتت نهائياً في سوريا، وأن خطوط التماس قد «ترسمت» على نحو يكرس تقاسم الحصص والنفوذ.
في مواجهة هذا المشهد، تتحرك موسكو بنشاط على خط إحداث المصالحات السورية – العربية، والسورية – التركية، والسورية (العربية – الكردية) ... لا خيار أمام موسكو سوى أن تفعل ذلك، فالملفات ثقيلة، وهي وحدها لن تستطيع حملها وتحمّل تبعاتها، وقد تجهز على المكتسبات التي حققتها روسيا الاتحادية خلال السنوات الأربع التي انقضت على تدخلها العسكري في الأزمة السورية.
لا جديد يذكر على ملف المصالحات العربية السورية، «التقدم بطيء»، هكذا تتحدث موسكو ... هنا مؤشرات إيجابية، بيد أنها غير كافية لمواجهة التعنت الأمريكي أو التغلب على خطوط واشنطن الحمراء ... بعض العرب أبدوا استعداداً كبيراً للانفتاح على دمشق، بيد أن واشنطن وبروكسيل على حد سواء، أعاقا هذا المسار، إن لم نقل أحبطتاه.
أما على المسار التركي – السوري، فالوسيط الروسي لا يعمل منفرداً، طهران بدورها دخلت على الخط، وسعت في توظيف علاقاتها الجيدة مع الجانبين من أجل حفزهما لتجاوز التأزم في علاقاتهما الثنائية ... لا تطور نوعياً حصل هذا المسار أيضاً ... تركيا لم تسلم بعد بالحقائق الجديدة التي تم فرضها على الأرض خلال العامين الفائتين.
والحركة على طريق القامشلي – دمشق، ليست أفضل حالاً من مثيلها على المسارين السابقين ... للأكراد سقف مرتفع من المطالب والتطلعات، وللنظام نظرة تنقصها المرونة في التعاطي مع الملف الكردي، رغم حاجته «الخانقة» لاستعادة سيطرته على حقول النفط الغنية فيها، أقله لمواجهة الحظر الأمريكي الخانق ... هنا، وهنا أيضاً، يطل «الفيتو» الأمريكي برأسه من جديد، وبين الطرفين المتخاصمين، تقف موسكو في وضع لا تحسد عليه.
حتى الضربات العسكرية الإسرائيلية لأهداف تزعم تل أبيب أنها تابعة لإيران وحزب الله، لا يبدو أن لها نهاية وشيكة، فلا موسكو بوارد تسليم دمشق أسلحة كاسرة للتوازنات، ولا هي تمتلك القدرة على ثني حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل عن الكف عن عدواناتها المتكررة للعمق السوري، والتي باتت محرجة لدمشق وحلفائها، وبدرجة أقل لموسكو ذاتها.
لا أحد لديه تقدير للآجال الزمنية التي ستنقضي قبل أن تعرف الأزمة السورية، طريقها لحل سوريا، وقبل أن تنجح سوريا في تطبيع علاقاتها مع جوارها والمجتمع العربي، باعتبار ذلك متطلباً ومدخلاً لإعادة الإعمار وعودة اللاجئين وإتمام العملية السياسية.

 

GMT 08:06 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

طوق النجاة لمباحثات الخرطوم

GMT 08:03 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

من قراءات الأسبوع

GMT 07:46 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

كيف نتصدى لإيران في الخليج؟

GMT 07:44 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

عيون وآذان (محمد بن زايد يعرف مصالح الإمارات)

GMT 07:42 2019 السبت ,15 حزيران / يونيو

قراءة نيابية في الموازنة قبل المجلس الدستوري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا وسيناريو «الستاتيكو» سوريا وسيناريو «الستاتيكو»



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  -

GMT 01:21 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أرخص 10 وجهات أوروبية لقضاء عطلة الصيف
المغرب الرياضي  - أخطاء تقعين فيها عند ترتيب مطبخكِ عليكِ تجنّبها
المغرب الرياضي  - رفض دعاوى

GMT 11:17 2012 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخطيب يؤكد عدم تخليه عن حمدي في محنته خلال حفل الرواد

GMT 22:56 2017 الإثنين ,28 آب / أغسطس

البزغودي لاعب الجيش يخضع لفحوصات طبية

GMT 15:33 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

أولاس يشيد بفريقه قبل مواجهة شاختار دونيتسك الأوكراني

GMT 10:19 2022 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

وليد الركراكي يرُد على منتقديه بسبب عبد الرزاق حمدالله

GMT 05:44 2022 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد النني يُهدي الشيخ مشاري راشد العفاسي قميص أرسنال

GMT 22:45 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبات غولف «أرامكو» في مواجهة الإعلام بجدة

GMT 08:27 2022 الأحد ,16 تشرين الأول / أكتوبر

ليفربول يتحدى مانشستر سيتي اليوم في الدوري الإنكليزي

GMT 21:10 2022 الأحد ,22 أيار / مايو

كريم بنزيمة يثير الجدل بعد قرار مبابي

GMT 11:34 2022 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

مفاوضات في تجديد عقد ساديو ماني مع ليفربول

GMT 19:32 2022 الإثنين ,07 شباط / فبراير

مغربيان في التشكلية المثالية لكأس أمم إفريقيا

GMT 13:33 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

"المنتخب المغربي" يخضع إلى فحوصات كوفيد-19
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib