العرب ونقل المواجهة إلى الداخل الإيراني تكتيك أم استراتيجية

العرب ونقل المواجهة إلى الداخل الإيراني... تكتيك أم استراتيجية؟!

المغرب الرياضي  -

العرب ونقل المواجهة إلى الداخل الإيراني تكتيك أم استراتيجية

بقلم : عريب الرنتاوي

في الجدل الدائر بين عدد من الدول العربية وإيران، يساجل بعض العرب بأن إيران هي من تتدخل في شؤونهم الداخلية، ويتحدّون طهران أن تأتي بوقائع دالّةعلى تدخلهم في أي من شؤونها الداخلية ... العرب يقولون أنهم في موقف دفاعي، يحاربون النفوذ الإيراني على أرضهم وفي اوطانهم، تماماً مثلما هو الحال في كلٍ من العراق ولبنان وسوريا واليمن والبحرين وغيرها ... إيران تنفي من جهتها هذه التهمة، وتدرج كل ما تفعله في سياق “الدعم الأخوي” المستند إلى طلب حكومات هذه الدول، أو على الأقل أطراف فاعلة ووازنة فيها، ودائماً في مواجهة “الكيان الصهيوني أو الاستكبار العالمي”.

احتدام الصراع بين دول “الاعتدال العربي” وإيران في السنوات الأخيرة، دفع بهذه الدول إلى التخلي عن هذه “المقاربة الحذرة”، ذات الطبيعة الدفاعية كما يقول أصحابها ... والحديث في هذه العواصم عن “تفكيك إيران” و”اللعب على مكوناتها”، ودعم معارضاتها المختلفة، بمن فيها المسلحة، بدأ يخرج من السر إلى العلن، ويأخذ شكل التهديد المباشر... ولقد شهدنا إعلام هذه الدول، يفرد مساحات واسعة لتغطية أخبار “الداخل الإيراني”: خلافات داخل صفوف النظام، انشقاقات النخبة الحاكمةوانقساماتها، أنشطة المعارضة، سيما في الأقاليم العربية، عمليات في بعض المناطق الحدودية لقوى انفصالية، وهذه بالمناسبة شهدت انتعاشاً لافتاً في الآونة الأخيرة، خصوصاً تلك المنسوبة منها للأكراد الإيرانيين.

الحضور العربي الكثيف والرفيع المستوى، في مؤتمر باريس للمعارضة الإيرانية (مجاهدي خلق)هذا العام، والتصريحات التي أدلى بها الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، من على منصة المؤتمر، وردد خلالها شعار “نحن أيضاً نريد إسقاط النظام” رداً على هتاف المشاركين: “الشعب يريد إسقاط النظام”... وضعت المواجهة العربية (قل السعودية) الإيرانية، على سكة أخرى، ورفعتها إلى مستوى أخطر من التصعيد، ربما ينذر بأوخم العواقب وأشدها فداحة على البلدين بخاصة، والمنطقة بأزماتها المفتوحة على وجه العموم.

لكأننا في واحدة من حلبات المصارعة الحرة، حيث لا قواعد ولا قيود على أداء المصارعين وحركاتهم، طالما أن “الغلبة بالنقاط” أو بـ “الضربة القاضية”، هي الهدف الأول والأخير ... لم يعد أحدٌ يلتفت إلى ضربة تحت الحزام هنا، أو “مداخلة” غير مشروعة هناك ... الغاية (وهي هنا الغلبة)، تبرر الوسيلة ... “لا حصانة لأحد”، و”إن يمسسكم قرحٌ فقد مسّ القوم قرحٌ مثله”، هذه هي القواعد الجديدة للاشتباك العربي – الإيراني.

العرب (دول الاعتدال على وجه التحديد)، لم يحققوا الكثير من المنجزات في “حروب الوكالة” التي خاضوها ضد إيران ... في لبنان، ما زال حزب الله لاعباً رئيساً، إن لم نقل اللاعب الرئيس على الساحة ... في سوريا، ما زال “الأسد في عرينه” بعد أزيد من خمس سنوات من محاولات اقتلاعه والقضاء على نظامه، وهو يسجل تقدما على جبهات الحرب وفي ميادين السياسة ... في العراق، لم تفلح محاولات إسقاط “الغلبة الشيعية” على النظام السياسي الجديد، حتى جاء “الحشد الشعبي” ليعطي مزيداً من الضمانات لبقاء الحال على ما هو عليه ... وفي اليمن، ما زالت “الشرعية” في المنفى بعد 16 شهراً من الحرب المدمرة، و”الشرعية اليمينة” هي من تجد نفسها في حالة اشتباك مع “الشرعية الدولية”، وليس “المتمردين” الحوثيين الذي يريدون تحويل اليمن، إلى محمية فارسية، كما في الخطاب الإعلامي والسياسي لهذه الدول.

هي قصة فشل حتى الآن، ستأخذ طابعاً أكثر “درامية” بعد توقيع إيران على اتفاق مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي، وعودتها إلى ساحة المصارف والنظام المالي العالمي والتجارة الدولية والانفتاح السياسي على دول العالم والإقليم، مقابل تزايد الانتقادات لبعض “دول الاعتدال العربي” على خلفية حقوق الانسان والحرب في اليمن والمسؤولية عن نشر ثقافة التطرف السلفية، كما نقرأ ونشاهد ونسمع في العديد من العواصم الغربية الكبرى.

في هذا السياق المضطرب والمأزوم، يندرج تكتيك “الانتقال من الدفاع إلى الهجوم”، ويجد تعبيراته وتجسيداته من خلال ما يجري توجيهه من رسائل عبر وسائل الإعلام أو من على منصة مؤتمر باريس إلى جوار مريم رجوي أو عبر “الروابط والصلات” التي تُجاهر بها أطراف عربية، مع المعارضات الإيرانية ... تكتيك جديد، ينطلق على ما يبدو، من فرضية أنه لا يجوز الاستمرار في إدارة معارك وحروب، وقودها الناس العرب والحجارة العربية، وأنه لا بد من نقل المواجهة إلى الأرض الإيرانية، لتكون المدن والناس الإيرانيين، هم وقودها، وهم من يدفع أكلافها المرتفعة.

لا ندري إن كنا أمام “تكتيك تفاوضي” يستهدف الضغط على إيران للحد من اندفاعتها و”ضبضبة” انتشارها في المنطقة ... أم أننا أمام “استراتيجية” قوامها الاستعداد لخوض “حرب المائة عام ضد إيران وهلالها” ... لكننا ونحن نراقب العجز والفشل العربيين في قطف ثمار “حروب الوكالة” المتنقلة من ساحة إلى أخرى، تساورنا شكوك عميقة، في أن نرى نتائج مغايرة لـ “حرب الأصالة” التي يبدو أن بعض العرب قد قرر خوضها مباشرة ضد إيران، على الأرض الإيرانية، وبأدوات إيرانية هذه المرة.

GMT 07:43 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

شكراً «آبي» ... شينزو وأحمد

GMT 08:01 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

«يسقط ثالث»

GMT 03:59 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

«يسقط ثالث»

GMT 08:33 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

للأقصى شعبٌ يحميه

GMT 11:04 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

الانتخابات المبكرة في إسرائيل: كلاكيت 2

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب ونقل المواجهة إلى الداخل الإيراني تكتيك أم استراتيجية العرب ونقل المواجهة إلى الداخل الإيراني تكتيك أم استراتيجية



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 09:27 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

7 آلاف تذكرة لجماهير أدوانا ستارز ضد الرجاء

GMT 19:01 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فريق "المغرب الفاسي" ينهي مبارياته الودية بانتصارين

GMT 00:24 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

أولمبيك خريبكة يواجه الكوكب المراكشي وديًا السبت

GMT 03:47 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جمهور الرجاء البيضاوي يرفض عودة محمد بودريقة

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 22:22 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير "يونايتد" تحيي ذكرى وفاة لاعبها جورج بست

GMT 23:41 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يعقد جمعيته العمومية في 10 دقائق فقط

GMT 19:35 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهيناز تكشف تفاصيل ألبومها الجديد في "الليلة عندك" على 9090

GMT 22:11 2019 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

ترامب يلتقي مرشحا مسلما لخلافة ماي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib