”داعش” وبداية النهاية

”داعش” وبداية النهاية

المغرب الرياضي  -

”داعش” وبداية النهاية

عريب الرنتاوي

ثمة من المؤشرات ما يكفي للاستنتاج بأن “داعش” بدأ يواجه مأزقاً وجودياً في سوريا والعراق... لا يعني ذلك، أن التنظيم الأكثر دموية وتشدداً، قد دخل في مرحلة النزع الأخير، أو ان الحرب عليه، ستكون نزهة قصيرة ... لكن المؤكد أن التنظيم أصبح يجد صعوبة في البرهنة على مقولته الشهيرة “باقٍ ويتمدد”، وأنه يجد صعوبة أكبر في الحفاظ على مناطق سيطرته، أو السيطرة على عناصره ومجاميعه “الجهادية”. 
ليس ما حصل في “الرطبة” و”هيت” سوى القمة الظاهرة من جبل الجليد الآخذ في الذوبان ... “داعش” لا يعرف إعادة الانتشار، قتاله انتحاري، سعياً إلى إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة ... هذه المرة، يرتضي التنظيم “من الغنيمة بالإياب” ... قبلها، كانت الفضائيات ترصد طابوراً يكاد لا ينتهي، من المنشقين عنه في شمال شرق سوريا، بحثاُ عن فصائل أخرى، أو عودة للمنازل والديار. 
عمليات الإعدام الجماعي التي ينفذها التنظيم ضد الذين “ولًوا الأدبار” من مقاتليه، تكاد تكون خبراً عادياً متكرراً ... أحياناً تجري إعدامات جماعية لعشرات منهم دفعة واحدة ... حالات الهرب لكوادر وقيادات، بدأت مبكراً وهي في تزايد اليوم ... الانتقال إلى ساحات أخرى، كليبيا على سبيل المثال، يدرجها التنظيم في عداد “المناقلات الداخلية”، بيد أنها مسعى معروف، تسعى إليه التنظيمات والفصائل للحفاظ على “عمودها الفقري”، ولتفادي “الضربة الماحقة”. 
أكبر الفضائح التي تظهر “الخلخلة” الداخلية في صفوف التنظيم الذي كان حديدياً، تمثلت في تسريب معلومات واستمارات لأكثر من 22 ألف “مجاهد” من التنظيم، مع معلومات دقيقة عنهم، وعن مجنديهم والذين زكّوهم من أصدقاء التنظيم وداعميه، وفيها تفاصيل عن كيفية تجنيد التنظيم لعناصره، والشبكات التي تقوم بذلك، والأساليب المتبعة، والمعلومات التي تكتسب أولوية بالنسبة للتنظيم عن عناصره الجديدة. 
في العراق، يخسر التنظيم معركة الأرض باستمرار، نصف المناطق التي سيطر عليها زمن “البقاء والتمدد” بالجملة، يفقدها اليوم بالمفرق ... ووتيرة التراجعات والهزائم تزداد سرعة و”درامية”، حتى أن الدكتور سليم الجبوري توقع من موقعه، أن يجري تطهير الأنبار من داعش في غضون أيام... البيئة السنيّة، لم تعد بيئة حاضنة بعد مسلسل الفظائع الذي قارفه التنظيم بحق أبنائها وبناتها... الوضع في سوريا، ليس سهلاً على داعش، قوات سورية الديمقراطية تقضم مناطقه بالتدريج، والجيش السوري يخوض معه المعارك على أطراف ريف حمص الشرقي والريف الشمالي الشرقي لحلب، وثمة نجاحات على هذه الجبهات يحققها خصوم التنظيم، بدعم جوي منقطع النظير، تارة من التحالف الدولي وأخرى من القوات الجوية والفضائية الروسية. 
التنظيم يدرك هذه المستجدات تمام الإدراك، وهو يسعى إلى التعويض عنها بعمليات ذات طبيعة استعراضية ... على تخوم مناطق انتشاره، أو بعيداً عنها ... وليس مستبعداً أن يكثف ضرباته خارج الحدود، في عمليات دعائية في دول مجاورة وبعيدة، هدفها رفع الروح المعنوية لمقاتليه ومنتسبيه من جهة، والإبقاء على صورته المتوحشة، المثيرة للرعب، من جهة ثانية. 
بالمعنى العسكري والاستراتيجي، بدأ التنظيم يفقد مكانته، وثمة ما يدعو للاعتقاد بان زمن انهيار دولته، قد أزف، ونهاية “الخلافة” مسألة وقت لا أكثر ولا أقل ... لكن التنظيم على المستوى الأمني، ما زال يمتلك القدرة على التهديد، وإلحاق الضرر، بل ويمكن القول، إنه يصبح أكثر قسوة وخطورة مما كان عليه من قبل، أقله للتعويض عن خسائره الميدانية، ولترميم صورته الردعية. 
الحال بالنسبة لجبهة النصرة لا تختلف كثيراً ... مسارا التهدئة والمفاوضات، يحاصرانها ويشددان الخناق عليها ... نظرياً، كل من يوافق على التهدئة، هو خصم مرجح للنصرة، وقد وافقت على التهدئة عشرات الفصائل المسلحة، التي ارتبطت بعلاقات ما مع النصرة، في زمان أو مكان معينين ... اليوم، يبدو تحالفها مع أحرار الشام تحت مسمى جيش الفتح، على المحك الأخطر ... أمس قامت النصرة بتصفية “الفرقة 13” المدعومة غربياً والمصنفة معتدلة ... هذا المسار سيتواصل، بدءا من جبهة إدلب، وصولاً للجبهة الجنوبية ...قد لا يضطر النظام وحلفاؤه لمقاتلة النصرة، فهي تجد نفسها في مرمى الفصائل الأخرى على بعض الجبهات، وفي مرمى داعش في جبهات أخرى (القلمون الشرقي)، وفي جميع مناطق وجودها، تجد نفسها في مواجهة رأي عام غاضب بدأ ينفس عن غضبه بالتظاهرات المناهضة والمصالحات والتهدئات. 
المعركة مع الإرهاب ما زالت طويلة، صعبة ومكلفة، بيد أن الخط البياني للإرهابيين في تراجع، أقله في سوريا والعراق، أما في ساحات أخرى، كليبيا واليمن، فتلكم حكاية أخرى، لها قواعد اشتباك مغايرة وشروط محلية وإقليمية مختلفة.

GMT 04:33 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مستقبل "داعش"

GMT 15:18 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

داعش والعملية الجبانة في المغرب

GMT 05:21 2017 الخميس ,25 أيار / مايو

داعشى فى «مانشستر»

GMT 05:12 2017 السبت ,13 أيار / مايو

بعض شيوخنا أخطر من «داعش»

GMT 04:39 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

الأردن وتحديات "تخفيف التصعيد" جنوباً

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

”داعش” وبداية النهاية ”داعش” وبداية النهاية



GMT 03:37 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

عبايات "دولتشي آند غابانا" لخريف وشتاء 2019
المغرب الرياضي  - عبايات

GMT 05:47 2023 الأحد ,03 أيلول / سبتمبر

أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023
المغرب الرياضي  - أفضل 50 فندقاً حول العالم لعام 2023

GMT 01:32 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
المغرب الرياضي  - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال

GMT 09:27 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

7 آلاف تذكرة لجماهير أدوانا ستارز ضد الرجاء

GMT 19:01 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فريق "المغرب الفاسي" ينهي مبارياته الودية بانتصارين

GMT 00:24 2016 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

أولمبيك خريبكة يواجه الكوكب المراكشي وديًا السبت

GMT 03:47 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

جمهور الرجاء البيضاوي يرفض عودة محمد بودريقة

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 22:22 2015 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير "يونايتد" تحيي ذكرى وفاة لاعبها جورج بست

GMT 23:41 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

المغرب الفاسي يعقد جمعيته العمومية في 10 دقائق فقط

GMT 19:35 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شاهيناز تكشف تفاصيل ألبومها الجديد في "الليلة عندك" على 9090

GMT 22:11 2019 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

ترامب يلتقي مرشحا مسلما لخلافة ماي
 
moroccosports

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

moroccosports moroccosports moroccosports moroccosports
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib