واشنطن ـ رولا عيسى
انتقدت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، تصريحات جاريد كوشنر المستشار السياسي للرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة بشأن ما يعرف بـ"صفقة القرن". وصرح كوشنر الخميس، خلال ندوة لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى بأن صفقة القرن قد تخلو من "حل الدولتين"، كما ستكون القدس "عاصمة إسرائيل الأبدية". ويعرف عن تلك الصفقة أنها تسعى إلى الوصول إلى "حل نهائي" للصراع العربي الإسرائيلي، وصرح كوشنر في وقت سابق بأنه سيتم الكشف عن تفاصيل الصفقة في يونيو/ حزيران، بعد شهر رمضان.
وحظيت تصريحات كوشنر باهتمام كبير في مقالات الرأي وافتتاحيات بعض الصحف العربية، إذ حذر بعض الكتاب فيها من أن الصفقة ستقوض الحقوق الفلسطينية بينما دعا آخرون إلى وحدة الصف الفلسطيني والعربي لمواجهة السيناريوهات المقبلة.
"حل أحادي الجانب"
في صحيفة الحياة الجديدة الفلسطينية، قال يحيى رباح: "نحن فلسطينيا في حالة مواجهة كبرى مع صفقة القرن التي لا يوجد أمامها سوى الفشل، شرعيتنا الفلسطينية جعلت إسقاط هذه الصفقة على رأس أولوياتنا الوطنية لأن العقل السياسي الأميركي الإسرائيلي الذي نتجت عنه هذه الصفقة هو عقل عنصري واستعماري، تعامل مع شعبنا كما لو أنه غير موجود إطلاقا وأنه مجرد فرضية ليس إلا".
وانتقدت افتتاحية الشرق القطرية الإدارة الأميركية التي "اعتبرت تنفيذ "صفقة القرن" نقطة البداية للحل... فمن الواضح أن السياسة الأميركية في المنطقة متخبطة لأنها تحاول فرض حل أحادي الجانب على حساب الحقوق الفلسطينية، كما أن هرولة بعض الدول العربية نحو التطبيع، لا يمنح أي شرعية لهذه الصفقة التي تعني تصفية القضية الفلسطينية".
وحذر عبدالناصر النجار في صحيفة الأيام البحرينية من أن "صفقة القرن والإجراءات العدوانية الإسرائيلية المتوقعة على هامش الصفقة مثل ضم المستوطنات وجزء كبير من مناطق 'ج' هي وصفة لإشعال فتيل الانتفاضة الثالثة.. وستدفع المنطقة كلها نحو المواجهة وربما الحرب، ولن يعاني الشعب الفلسطيني وحده، لأن الإسرائيليين سيعانون أيضا إذا لم يتحركوا لوقف هذا الجنون."
وأشار نضال محمد وتد في صحيفة العربي الجديد اللندنية إلى أن "رسائل ترامب سواء عبر مبعوثه إلى المنطقة جايسون غرينبلات أو صهره جاريد كوشنر، لا تترك مجالاً للشك بأن ما يحاك وما يُخطط له هو ببساطة تصفية القضية الفلسطينية، لكن هذه المرة عبر السعي لنيل شرعية ودعم عربيين لهذه التصفية، ووسط تهديدات وضغوط على دولة عربية هي الأردن".
"توحيد الجهود"
وفي مقاله بصحيفة الغد الأردني، أبدى الكاتب محمد سويدان تفاؤلاً حيال إمكانية "إفشال مخططات الإدارة الأميركية بالنسبة إلى القضية الفلسطينية" وذلك من خلال "توحيد الجهود، واتخاذ القرارات والخطوات العملية، وتعزيز مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، ودعم خياراتها وقراراتها لمواجهة الاحتلال والإدارة الأميركية".
وانتقد مروان كنفاني في الأهرام المصرية "صعوبة وضع الجانب الفلسطيني تجاه هذه المبادرة الأميركية المنحازة أصلا، ذلك الوضع الذي لا يمكّننا أن نصفه كموقف يمثل جميع الفلسطينيين. الوضع الفلسطيني الحالي الذي يتمثّل بفصائل متعددة ومتنازعة، فاقدة الشرعية الانتخابية، تتهم بعضها البعض بالعمالة والتفريط، عديمة التنسيق مع بعضها البعض".
ودعا الكاتب إلى "الاشتباك الإيجابي في كل ما يتعلق بأرضنا وشعبنا... وحشد شعبنا وأشقائنا العرب وحلفائنا للتوصل لحقوقنا الشرعية التي يؤيدها معظم شعوب وحكومات العالم. لا تستطيع قوة أو جبروت أو حصار أو تجويع إرغامنا على قبول أقل من ذلك، ولا غير ذلك، سوى أنفسنا وتفرقنا وتعادينا".
وفي سياقٍ متصل، كتب فارس الحباشنة في صحيفة الدستور الأردنية: "من التعقيدات الكبرى لصفقة القرن غياب أي شريك فلسطيني يمكن أن يوقع على وثيقة الاستسلام الختامية للقضية الفلسطينية. ووفقا لمصلحة تصورات أميركية -إسرائيلية، تريد تمرير سلام بالقوة والعنفوان والجبروت وسلام القوة والإذعان، واختلال بتوازنات العلاقات الاستراتيجية بين أطراف الصراع الأقدم على الكرة الأرضية".
وحذر الكاتب من أن العرب "هم الحلقة الأضعف في كل صراعات وأزمات الإقليم. ولولا أن العرب ضعاف لما جاء إعلان القدس عاصمة لإسرائيل بهذه الطريقة الفجة والاستعلائية والفوقية، دون أدنى احترام للقانون الدولي والمرجعيات الدولية. ولربما ما زاد الطين بلة إعلان ترامب ضم الجولان إلى إسرائيل، بذات العنجهية والعقلية الاستقوائية".
قد يهمك أيضاً :
خبراء يُؤكّدون أنّ مشاكل نتنياهو القانونية تُهدِّد خُطة واشنطن للسلام
جاريد كوشنر أجرى محادثات مع الملك سلمان وولي عهده الثلاثاء في الرياض