كلميم - المغرب اليوم
يعيش فلاحو واحات تيغجيجت بإقليم كلميم وسط قلقِ فقدان محصولهم من التمور للموسم الفلاحي الحالي، جرّاء زحْف مرض غريب لم يُعرف نوعه ولا أسبابه إلى حد الآن على نخيل الواحات، قبيْل انطلاق جنْي التمور.
وزحف المرض الغريب الذي اجتاح واحات النخيل بتيغجيجت قبل أيام على محصول التمور وهي في مرحلة البَلح، وهو نقطة سوداء تصيب المنطقة اللحمية الوُسطى للتمرة وتتوسع إلى أن تصير على شكل قرحة ثمّ تمتد إلى أن تصل إلى نواة التمرة.
وأفاد بوبكر اليديب، رئيس جمعية منتجي التمور بجهة كلميم واد نون التابعة للفيدرالية المغربية لمنتجي التمر، بأنّ واحات تيغجيجت واداي لم يسبق أن كانت عُرضة للمرض الغريب الذي اجتاحها هذه السنة، مشيرا إلى أنّ محصول التمور بالواحات المذكورة سيضيع في حال عدم تدخل الجهات المعنية.
ووجّهت جمعية منتجي التمور بجهة كلميم مراسلة مستعجلة إلى المصالح الفلاحية والسلطات الجهوية، مطالبة إياها بالتدخل العاجل لإنقاذ محصول التمور بواحات تيغجيجت.
وقال أبو بكر اليديب إنّ الوضعية الحالية التي توجد عليها واحات النخيل بتيغجيجت تستدعي إحداث لجنة لليقظة لإنقاذ محصول التمور، والحيلولة دون انتقال المرض إلى واحات أخرى بالجنوب.
جمعية منتجي التمور بجهة كلميم قالت، في مراسلتها الموجهة إلى الجهات المعنية، إنَّ المرض الذي أصاب نخيل واحات تيغجيجت يسبب في خمَج وإتلاف المحصول، حيث يتحوّل داخلُ البلحة بعد نفاذ المرض إلى نواتها إلى غُبار أسود.
وتتضارب آراء الفلاحين حول سبب هذه الظاهرة، إذ رجّح بعضهم أن يكون المرض منقولا عبر ذبابة سوداء صغيرة الحجم، في حين رجح آخرون أن السبب يرجع إلى التساقطات المطرية الأخيرة.
وحسب المعطيات التي تضمنتها مراسلة جمعية منتجي التمور بجهة كلميم، فإنّ المرض مجهول الاسم والمنتشر في واحات تيغجيجت وتكموت وتينزرت وتركامايت يصيب بالخصوص أصناف "بوكوس" و"الجهل" و"اسكري"، في حين أنّ باقي أنواع الخلط لم يمسسْها المرض إلى حد الآن، ولم يسبق أن عاشت واحات المنطقة هذه الظاهرة.
وأشار بوبكر اليديب إلى أنّ محصول التمور خلال الموسم الفلاحي الحالي جيد؛ "لكن يُمكن أن ألّا يتبقَّى منه شيء، لأنّ المرض الغريب منتشر بشكل كبير، ونتخوف من أن ينتقل إلى واحات أخرى، أو يشكل خطرا على المستهلكين، في حال عدم معالجة التمور المصابة".